فهد بن جليد
السعوديون الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي -من الجنسين- من فئة الشباب بلغت نسبتهم 98.43 في المائة، على الأقل هذا أول إحصاء أعرفه ويصدر من جهة سعودية رسمية (الهيئة العامة للإحصاء)، التي قدمت مشكورة (مسحًا شاملاً) عن تنمية الشباب للعام 2019م، ونحن بالفعل بحاجة ماسة لمثل هذه المسوحات التي تضعنا على جادة الطريق فيما يخص واقع شبابنا واحتياجاتهم وطُرق تفكيرهم في مختلف مناحي الحياة، في الأعوام الماضية كان السؤال المهم (الذي طرحته هنا في أكثر من مقال) كم أعداد السعوديين الذين يتعاطون بالفعل مع وسائل التواصل الاجتماعي - خصوصًا تويتر-؟ لم نكن نملك نسبة مُحدَّدة صادرة من الداخل السعودي.
كل النسب المُعلنة مُنذ عام 2012م مُتضاربة، وتأتي من مراكز بحث أجنبية في الأغلب، فشركة Semiocast الفرنسية مثلاً تحدَّثت -في ذلك الحين- عن نسبة نمو بنحو 93 في المائة في «تويتر» بالسعودية، أي ما يُعادل 2.9 مليون مغرِّد سعودي، صحيفة عربية عريقة مثل الشرق الأوسط ذكرت في 2013 أن 16 في المائة من السعوديين مُغردون، شركة تويتر نفسها أعلنت عام 2015 في مؤتمر نظمته «أرامكو» أن السعوديين يطلقون 500 ألف تغريدة يوميًا، في الأعوام الثلاثة الأخيرة يتضح أن قوة السعوديين على «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي كاسحة جدًا، ولا يمكن مُجابهتها أو مواجهتها، نتيجة القدرة على التعبير وهامش الحرية المُرتفع جدًا إضافة لإيمان السعوديين بقضاياهم، باختصار لا أحد يستطيع حتى اليوم مُجاراتنا في تلك المنصات (نقطة على السطر).
ما يقلق هم الأعداء المُندسون في «تويتر» ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، إضافة للحسابات الوهمية ذات الأهداف المشبوهة، فطالما أن قضايا السعوديين تتصدر «تويتر» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، ويُشاركنا فيها عدد كبير من المستخدمين العرب وحتى العالميين بتفاعلهم، فعلينا التعامل بحذر مع هذه الوسائل والتغريدات، وعدم الانجراف خلف المشبوه منها، حتى لو كثر عليه الرتويت والتعليقات الوهمية، فالخطر من الأعداء مرَّة ومن السُذَّج (ألف مرَّة)، والحل يكمن -برأيي- في التعليم وتدريس فنون التواصل الإلكتروني وآدابه، كونها صمَّام الأمان الذي دائمًا ما أعوِّل عليه، وأنادي به لرفع مستوى تفأعلنا، وتعاطينا مع هذه الوسائل والمنصات.
وعلى دروب الخير نلتقي.