«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - تهامي عبد الرحيم:
عُقد في مدينة الرياض يوم الخميس الماضي اجتماع ممثلي المستقلين لقوى الثورة والمعارضة السورية، ضم شخصيات وطنية سورية من المستقلين والمجتمع المدني من جميع مكونات الشعب السوري.. ويهدف الاجتماع إلى تكريس وحدة قوى الثورة والمعارضة السورية حول رؤية وطنية للحل السياسي في سوريا تقوم على الالتزام التام ببيان الرياض 2، وما بني عليه تنظيمياً وسياسياً ووفقاً لبيان جنيف لعام 2012 وقراري مجلس الأمن الدولي رقم 2118 لعام 2013 و2254 لعام 2015، لبناء دولة مدنية ديمقراطية تعددية تعتمد مبدأ المواطنة المتساوية وتعكس تنوع وغنى المجتمع المدني السوري، وتحترم حقوق الإنسان ويضمن دستورها وحقوق وثقافات ولغات جميع مكونات المجتمع التي تمثل خلاصة تاريخ سوريا وحضارتها على قاعدة وحدة سوريا أرضاً وشعباً وسلامتها الإقليمية».
وقد أكد المجتمعون على العملية السياسية لتحقيق انتقال سياسي عبر تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات لإنشاء بيئة آمنة وهادئة ومحايدة من أجل إجراء انتخابات حرة ونزيهة، يشارك فيها جميع السوريين داخل البلاد وخارجها تحت إشراف الأمم المتحدة ورقابة المنظمات الدولية المعنية بنزاهة الانتخابات. كما أكد المجتمعون على ضرورة إطلاق سراح كافة المعتقلين والمعتقلات والكشف الفوري عن مصير المختطفين والمغيبين قسراً، ويطالبون المجتمع الدولي الوفاء بالتزاماته، كما أكد المجتمعون على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وتخليصها من الفساد وإعادة هيكلة المؤسستين الأمنية والعسكرية، وأشار البيان إلى أن المجتمعين يشددون على تطبيق مبدأي المساءلة والمحاسبة بحق مرتكبي جرائم الحرب وجرائم الإبادة البشرية بحق السوريين، ومحاربة جرائم الفساد، ويدينون القصف الوحشي على المدنيين والمناطق الأهلة بالسكان».
وقال البيان انه لابد من العودة الطوعية الآمنة للنازحين واللاجئين والمهجرين السوريين إلى مناطق سكناهم الأصلية، وأدانوا جميع أشكال التغيير الديموغرافي, وجدد المجتمعون رفضهم الإرهاب بكافة أشكاله وعلى رأسه إرهاب الدولة»، داعين إلى خروج جميع القوات الأجنبية والميليشيات الطائفية وفي مقدمتها القوات الإيرانية وميليشياتها، مع مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في هذا الصدد.
وأكد الاجتماع على دعم جهود الأمم المتحدة لرعاية العملية السياسية والدستورية، ويطالبون بتعزيز دورها ومواقفها حيال تعطيل النظام ومحاولته إفشال العملية التفاوضية.
كما اتفق المجتمعون على تكليف الأمانة العامة المنتخبة بالعمل على توسيع الهيئة العامة لوفد المستقلين، بحيث يُضم إليها أوسع شريحة من الشخصيات الوطنية المستقلة، وإشراك المرأة والشباب وتأطير عملهما بموجب آليات تعدها الأمانة العامة وتقرها الهيئة العامة في أول اجتماع لها».
وقدم المجتمعون شكرهم للأعضاء المستقلين في هيئة التفاوض السورية الذين انتهى تكليفهم على كافة الجهود التي بذلوها، والتمني عليهم متابعة جهدهم وتقديم خبراتهم بما يحقق آمال الشعب السوري. كما ثمّن المجتمعون جهود المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، ودورها في رعاية هذا الاجتماع وما تقدمه من رعاية ودعم لهيئة التفاوض السورية والعملية السياسية التفاوضية والدستورية.
وقال رئيس لجنة الانتخابات د. خليل فارس في تصريح خاص لـ (الجزيرة) : اننا نقدر دور المملكة في الوصول إلى حل عادل يحقق طموحات الشعب السوري، وأثنى على دور المملكة في هذه الاجتماعات لتوفير الظروف الموضوعية لنجاح عملية الانتخابات.
وأوضح فارس أن التدخل العالمي الخارجي وممارساته أبشع الجرائم، وتجريب أنواع الأسلحة في الشعب السوري جعلنا في ذهول وبدون حيلة وفي حالة ركود، ولكننا لن نستسلم عن مطالبنا ونحن متفائلون بأن القادم سيكون أفضل وأجمل - بإذن الله -.
وحول دخول تركيا وإيران على خط الأزمة السورية قال فارس: أي أحد يدخل على خط أزمتنا سيعرقل الأمور ويجعلها صعبة ومعرقلة للعملية الانتخابية.. ولكن هناك جهود تبذلها هيئة التفاوض لأن هذه الهيئة هي جسم الشعب السوري، مؤكداً أن هذا الاجتماع لم يبحث أي أمور جانبية غير موضوع اختيار أعضاء الانتخابات.