فهد بن جليد
في أبريل الماضي أصدرت وزارة التجارة والاستثمار تراخيص مواسم التخفيضات الخمس في المتاجر السعودية والمواقع الإلكترونية، التي بدأت بتخفيضات قبل رمضان وتنتهي بتخفيضات نهاية العام، هذا التنظيم جعل الصورة أكثر وضوحًا وتنظيمًا ومنح التخفيضات المحلية مصداقية أكبر كانت تفتقدها بسبب العشوائية السابقة، إلا أن المسألة بحاجة لتنظيم مُضاعف في العام الجديدة 2020، وهو الأمر المتوقع مع تحديث المواعيد الجديدة للجمع البيضاء وتواريخ الأعياد ومواسم المناطق، في خضم هذا التحديث والتنظيم افتقدنا بالفعل لأي دور توعوي للجهات المعنية بحماية المُستهلك، لا بكيفية وضع ميزانية رشيدة تناسب الظروف الخاصة للمُستهلك وتتوافق مع الفرص المُتاحة، ولا لناحية التأكَّد من المصداقية والأسعار، فالمُستهلك بحاجة للتذكير بنصائح كيفية الاستفادة من التخفيضات واستثمارها بالشكل الصحيح، والتسوق السليم فيما يخص الأسعار والقطع والمقاسات والأنواع وتواريخ التصنيع، وهو الدور الذي ما زال مفقودًا.
بمُقابل ذلك الشراهة التي يظهر بها الأوروبيون وزوارهم من مختلف دول العالم للتسوق هذه الأيام بموسم التخفيضات الشتوي، تعكس شيئًا واحدًا وهو تخطيط المُستهلك المُسبق للتسوق بتحديد الاحتياج الشخصي، ومعرفة العروض المُتاحة ونوعية الماركات وهو ما يفسر الطوابير الطويلة المُزدحمة أمام أبواب المتاجر العالمية، إضافة لمصداقية العروض والأسعار المُقدمة وكأنَّهم تجاوزوا اختبار المصداقية بمراحل، والسبب يكمن في الخوف من ردة فعل المُستهلك، فالثمن وخيم في حال لم تكن التخفيضات حقيقية، كون السمعة هي الاستثمار المُربح الذي يُخلف التجارب الجيِّدة، بتنافس المتاجر على تقديم التخفيض الأكبر للترويج.
اختلاف الثقافات واضح جدًا بين طريقة تسوق العرب والأجانب عندما تفتح هذه المتاجر أبوابها أمام الحشود، بعض المتسوقين العرب تظهر عليهم العشوائية فهم تائهون لا يعرفون ماذا يريدون، الأسعار أمامهم تغريهم واحتياجهم غير واضح، والأيدي تتخاطف القطع أمام أعينهم، مما أنتج لنا نوعين من المستوفين الأول من يُحاول اللحاق بالركب وجمع القطع بشكل سريع في سلة التسوق ومن ثمَّ ترك ما لا يريد أو يحتاج قبل (الكاشير) وهو مظهر مُستهجن عند الأجانب وغير لائق، لأنَّ هناك من يحتاج هذه القطعة ولا يجدها في مكانها المُخصَّص، والنوع الآخر من يبدي الاستعداد للدفع بالسعر الأعلى - دون تخفيض- وهو ما يتنافي أصلاً مع فكرة التخفيضات، والسبب - برأيي- هو عدم فهم فلسفة التخفيضات أصلاً وكأنَّنا لم نعشها كأسلوب تسوق عالمي.
وعلى دروب الخير نلتقي.