يكثر الكلام عن القصيم ولكن دون تحديد دقيق لموقعه الفعلي وهو -حالياً- اسم يطلق على منطقة ممتدة واسعة وتشمل بلدان عديدة يطول سردها، ولنبدأ قبلاً بتعريف القصيم حيث يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ج4 ص367: (القصيم: بالفتح ثم الكسر وهو من الرمال ما أنبت الغضا وهي القصائم والواحدة قصيمة ..) ولازال هذا الاسم (قصيمة) يطلق على الجزء من الرمل الممتد المحتوي على غضا ويواصل ياقوت الاسترسال في وصف القصيم من جهة الموقع حين يقول: (القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فالج وأنشد ابن السكيت:
يا ريها اليوم على مبين
على مبين جرد القصيم
-إلى قوله- وقال أبو عبيد السكوني: القصيم بلد قريب من النباج يسره في أقوازه وأجارعه فيه أودية وفيه شجر الفاكهة من التين والخوخ والعنب والرمان وهو بلد وبيء وفيه يقول الشاعر:
إن القصيم بلد محمة
أنكدا أفنى أمة فأمة
وقال الأصمعي بعد ذكره الرمة: واد وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم وهو رمل لبني عبس ..) وليس معنى الأسافل الفيضة والنهية فإنها النباج أو ما يسمى حالياً الأسياح وإنما عنى الرمل الذي يشقه الوادي قرب الحفيرة غرب بجوار عنيزة وما جاورها ويقول الهمداني في كتاب صفة جزيرة العرب ص289: (والقصيم تحته رمل الشقيق ..) ويقول ص311: (ومن أوطان اليمامة القصيم لعبس والنباج لبني مجيد من قريش ..) ويقول الأصفهاني في بلاد العرب ص342: (والعجالز رحب وعجلز وما حولها من المياه ورحب ماء لبني مازن بالقصيم أيضاً ..).
ولقد سبق أن حددت العجالز ورحب أنهما الجندلية وأم قبر قرب جبل التكروني وروضة مساعد بن خليفة على التوالي، ويقول نصر الاسكندراني ج2 ص392: (والقصيم من أرض ضبة وقيل بين رامة ومطلع الشمس من بلاد تميم ورامة وراء القريتين في حق أبان بن دارم ..).
وهذه الأوصاف تمدنا بتحديد موقع القصيم حيث أن مطلع الشمس بالنسبة لرامة يقع على نفود غميس عنيزة ويمتد من بعيد روضة مساعد مشرقاً حيث يضع عنيزة على يساره وجزء منه يتصل بعنيزة إلى مريبدة غرباً عن عنيزة وهو محتو على شجر الغضا مما يكسبه وصف القصيم ويمتد مشرقاً حتى يصل تقريباً إلى الالتقاء قبيل الطريق المسفلت الموصل من عنيزة إلى المذنب وعلى هذا فالقصيم محدود رغم التوسع في إطلاق التسمية على مناطق واسعة (بريدة – الرس – البدائع – رياض الخبراء .. الخ) فهو الرمل الواقع جنوباً عن عنيزة والممتد إلى الشرق حيث حددنا.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب