معادلة وضع بسطها ومقامها أدباء رواد، وأجمع على حتميتها آخرون لعقود، المعادلة ببساطة مقامها (المغنم)، وبسطها (المغرم)، إلا أن الحديث عن هذه المعادلة بهذه الصورة البسيطة، لا يعدو اليوم أن يكون حديث ذاكرة، أو مرورًا سريعًا بأطلال مرحلة لذهنية اختراع «العجلة»، في أي مجال من مجالات المجتمعات بدءًا بالجماهيرية، فالصناعية، ثم ما بعد الصناعية، وصولاً إلى المجتمعات المعلوماتية.
لا يمكن أن يكون حديثي عن رأسمالية السوق العالمية، التي تعد الثقافة فيها مسوقًا وسلعة في آن واحد، في سوق (الجملة) المعولم، فذاك شأن آخر تمامًا، إِذ وجهتي في هذه (العجالة) أن أصف النظرية والأنموذج في الاستثمار الثقافي في صناعتنا المقبلة التي تعد ثقافتنا أول مقومات صناعة المرحلة، وأبرز خطوط الإنتاج في مسيرة المستقبل الثقافي والحضاري لبلادنا، عبر «بوابة المستقبل» لرؤية المملكة العربية السعودية 2030م.
كثيرة هي النظريات التي أسست لمرحلة الثراء الثقافي بوصفه منتجًا استهلاكيًا بالضرورة، لا بوصفه سلعة وإنما بوصف الثقافي مادة حياة وتنمية وفكر وحضارة، ما جعل من نظرية كنظرية «الغرس الثقافي»، وأخرى كـ»نظرية اليد الخفية»، وثالثة كـ»ثراء وسائل الإعلام»، ورابعة كنظرية «الفجوة المعرفية»، وخامسة كنظرية «التبعية الثقافية»، وغيرها من النظريات التي قامت على منهجيات علمية، ومداخل نظرية عميقة لاستقراء الظواهر الاجتماعية، كانت تلتقي في لحظة «تشبيك»، أسه وأساسه الثقافي، ما جعل من «مانوفتش» يصف تبعا لما أفرزته شبكات التواصل الاجتماعي من قيم، بقوله: إنها كائنات ثقافية بامتياز!.
وتبعًا للمراحل تنشأ دورات اجتماعية في شكل سلسلة في مسيرة التاريخ البشري، لا لأن التاريخ «يعيد» نفسه كما يقال، إنما لأن تلك الدورات هي التي يخالها البعض من مجتمع ما عودة للتاريخ! بينما الحقيقة العلمية بأن (الفرد - المجتمع) من يعيد نفسه ما بين دورة وأخرى عبر سلسلة لن تنتظر متأخرًا، ولن تلتفت ديناميكيتها إلى متقهقر! ما جعل من (النموذج) الحضاري اليوم الشفرة واللغز وخريطة الطريق، وسقط الزند الذي تفتش عنه المجتمعات المعاصرة، وتتنافس من أجله، وفي مجالاته تنافسًا «محمومًا»، فيما اتجهت أخرى نحو نماذج حرق المراحل، في مضمار «المغنم» العالمي!
* المسؤولية الاجتماعية مسؤولية تكاملية تنموية «ثقافية»، بامتياز، وفي رؤية 2030 ما أسس للنظرية، وصنع النموذج، ما جعلنا نمضي قدمًا عبر بوابة المستقبل، بوصفها بوابة «مغنمنا» الثقافي والحضاري.
** **
- محمد المرزوقي