إبراهيم بن سعد الماجد
عندما يفاخر العالم المسمى المتقدم، بأن قوانينه ضابطة وحازمة لحياتهم، فإننا في المملكة نفاخر ونعتز ونتشرف، بأن ما يضبط إيقاع - كل - حياتنا وليس جزء دون جزء، هو شريعة الله، التي نزلت من فوق سبع سموات، محفوظة في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
هذه الشريعة التي دوماً يردد قادة هذه البلاد، أنها الفيصل في كل أمر، ويكفي أن الأحكام عندما تصدر في أي قضية تكون بعبارة: تقرر شرعاً، عندها لا يمكن أن يعترض أو يُعارض على هذا الحكم إذا استكمل شروطه وأركانه أي مسؤول، حتى ولو كان الملك.
هذه حقيقة قد لا يدركها البعيد، لكننا في المملكة ندركها ونعلمها، فكم كانت الشفاعات في قضايا قصاص، من أعلى المقامات، ولكنها كانت شفاعات فقط، وكم سمعنا وشاهدنا إقامة الحدود عندما يرفض أهل الدم قبول شفاعة الشافعين حتى ولو كان الشافع الملك.
قوتنا في هذه البلاد الحقيقية ليست قوة عسكرية ولا اقتصادية ولا قبلية، ولكنها قوة إيمانية.. قوة تحكيمنا لشريعة الله في كل شؤون حياتنا.
هل ندعي المثالية؟ هل ندعي السلامة من المخالفات؟ هل ندعي أن مجتمعنا مجتمع الصحابة؟ لا والله لسنا كذلك، ولكننا نؤكد وبقوة وثقة، بأن الشريعة الإسلامية هي دستورنا.. هي مرجعنا..هي الضابط لإيقاع حياتنا.
نعترف بأننا نخطئ، ونعترف بأننا نقصر، لكننا بفضل الله وعلى مر عقود وعقود، نعود، فخير الخطائين التوابون.
فخرنا.. شريعتنا حقيقة يجب أن تكون مستقرة في وجدان كل أبناء وبنات هذا الوطن، وأن تكون فعلاً شعاراً حقيقياً نفاخر به بين الأمم، حتى ولو حصل منا ما يُعد في شريعتنا مخالفاً، فالذنب لا يعني أن تبتعد عن مصدر حفظ عرضك وأمنك ووطنك ووحدة صفك.. شريعتنا.
الملك الموحد عقيدة ووطن، عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، عندما دخل الرياض فاتحاً، كان النداء الأول الذي سمعه أهل الرياض (المُلك لله ثم لعبدالعزيز) وما كان هذا إلا تأكيد على أن هذا الفتى القادم لإعادة ملك آبائه، يحتكم إلى كتاب الله، فكفى بإعلان أن الملك حقيقة لله طمئنة للناس.
عندما يقول ولي الأمر الملك سلمان بن عبدالعزيز إن الشريعة وشرع الله لا يستثني كائنا من كان، فإن هذه حقيقة يجب أن يعيها العالم، وإلا فنحن نمارسها بفضل الله.
الحديث يطول ويطول في هذا الشأن ولكنني أردت أن أقول للأبناء والبنات.. فخرنا.. شريعتنا ليكن هذا شعاركم، بل ودثاركم، وإن أصابكم دخن، فمردكم مؤكد لما فطرتم عليه.