هالة الناصر
استخدم أعداء الوطن قضية مقتل جمال خاشقجي -رحمه الله- بشكل خبيث وقذر لتشويه صورتنا أمام الرأي العام العالمي، بل وقد تم استخدام المال القذر في تلفيق أخبار صحفية مسيئة مستغلة ما حدث من خلال أذناب خصوم المملكة في جميع أنحاء العالم من عبدة المال والمتاجرين بالقضايا مقابل مبلغ معين بشكل يشبه تمامًا تجنيد المجرمين وتأجيرهم، ولكن بعد أن جاء الحكم على المتهمين في قضية المواطن جمال خاشقجي صارمًا، وأكد بما لا يدع للشك مجالاً نزاهة القضاء السعودي والتزامه بمبادئ القانون، وجه في الوقت ذاته صفعة قوية في وجه أعداء المملكة الذين يريدون استغلال القضية لأغراض دنيئة، وتحرص المملكة دومًا على تنفيد الأحكام القانونية بشفافية ونزاهة، لمحاسبة المتورطين في مثل هذه القضايا ضمن إجراءات تتسم بالوضوح والمصداقية وبشكل يكفل لكل الأطراف حقوقها القانونية، كما في قضية خاشقجي، وهذا هو ديدن القضاء السعودي المعروف باستقلاليته ونزاهته في كل القضايا، وحكمه وفقًا للشريعة الإسلامية التي لم تترك جرمًا إلا وسنت عقابه. ويمثل الحكم الذي صدر في حق المتهمين في القضية، شاهداً جلياً على كفاءة القضاء في المملكة، وحسن سير العدالة، وعدم الإفلات من العقاب، وهي مبادئ منصوص عليها في أنظمة المملكة وفي مقدمتها النظام الأساسي للحكم، إذ صدر الحكم بعد جلسات عدة تم التقيد فيها بأصول المحاكمات العادلة، بما فيها ضمان تمتع أطراف الدعوى (المتهمين، ومحاميهم، والمجتمع مُمَثلاً بالادعاء العام، والمدعي بالحق الخاص)، بجميع حقوقهم التي كفلتها أنظمة المملكة التي تتفق مع المعايير الدولية للمحاكمة العادلة، بحضور هيئة حقوق الإنسان، حيث تقيدت المحكمة التي نظرت القضية، بشكل صارم بأصول المحاكمات العادلة، رغم ما تزامن مع نظر هذه القضية من محاولات خارجية مشبوهة للتأثير على سير العدالة فيها، من قبل أطراف سعت لاستغلالها والمتاجرة بها عبر وسائل الإعلام وغيرها؛ لأغراض بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان.
وهنا لابد من الإشارة إلى أعداء المملكة الذين كانوا ينتظرون الفشل في محاكمة المتورطين في القضية، غير أن الرد جاءهم حاسمًا وسريعًا بأن قضاء المملكة المعروف بنزاهته لن يترك حقًا لمظلوم إلا وسيرده، وبالمقابل لن يدع مجرمًا يفلت من العقاب، المحاكمة بجميع تفاصيلها تمت بحضور جميع الأطراف بما فيهم الطرف التركي وحكم خلالها بالإعدام على خمسة متهمين، وبالسجن سنوات طويلة على متهمين آخرين، وببراءة من ثبتت براءته في محاكمة نزيهة أول من شهد بنزاهتها صلاح خاشقجي الابن الأكبر للمرحوم جمال، وهذا بالنسبة للعقلاء أكبر دليل على عدالة القضاء السعودي. أما بالنسبة للأعداء فلن يرضيهم شيء مهما فعلنا.