قرية الظفير هي إحدى القرى ذات الأهمية الكبيرة؛ التي تعد من أبرز المناطق الأثرية في المنطقة التي تقع على حافة مركز مدينة الباحة في الجهة الجنوبية الشرقية على علو مرتفع، وكانت في السابق مقرًا للحكومة.
تحتوي قرية الظفير على عدد كبير من المنازل القديمة التي تعطي منظرًا جذابًا ورائعًا جدًا إضافة إلى أنها خضعت لشيء من التطوير الحديث، ومن خلالها بدأت أول مدرسه نظامية عام 1353 هـ في عهد الملك عبد العزيز -رحمه الله-، وكان معظم سكانها يعملون بالزراعة.
تحتوي قرية الظفير على عديد من البيوت التراثية القديمة صغيرة المساحة، بنيت من الحجارة، وتتكون من وحدات سكنية متقاربة من بعضها بعضًا، تحتوي على عديد من النوافذ الصغيرة التي توجد في الجهة الشرقية من البيت.
وكانت التقنية الحديثة في منطقة الباحة في بادئ الأمر معدومة في تأسيس البيوت لذلك استعان أبناؤها بالطبيعة في بناء البيت التقليدي وتأثيثه لأنه لا يوجد به خزانات للمياه، حيث استخدمت الزينة لزخرفه واجهه المنزل قبل الدهانات والألوان بأنواعها، وأبدع أهالي القرية في مواد البناء المستخدمة والأنماط العمرانية للمساكن وطرق الإنشاء المتبعة.
تم تصميم بيوت القرية لمراعاة التواؤم والتلاؤم مع الظروف البيئية، وهي تعد نموذجًا فريدًا في أعمال البناء التراثي إضافة إلى كونها ملمحًا إنسانيًا في ترابط أفراد المجتمع، حيث شارك جميع أفراد المجتمع سواء الصغار أو الكبار في أعمال البناء المختلفة، وقد برعوا في بناء أبراج عالية، مستطيلة الشكل أو مربعة الشكل، بأشكالها الهندسية الرائعة، وهذا يدل على اهتمامهم وارتباطهم بأعمال البناء وإتقانهم له، وهي ما زالت قائمة حتى الآن ويتجاوز عمرها الأربعمائة عام..
تتكون البيوت من ثلاثة أدوار إلى أربعة أدوار، وفي بعض الأحيان تتكون من دور واحد فقط، حيث يسكن البيت عائلة واحدة، ويوجد طريق يؤدي إلى المدخل الرئيس، ويرتبط مع مباني القرية والأراضي الزراعية، ويتلامس سطح المبني مع الجبل، إضافة إلى وجود مدخل آخر من فوق المبني.
تتكون قرية الظفير من أربعة أحياء وهي حي بني عاصم وحي الغزبة وحي العبدالله وحي المساعدة، ومنذ القدم كان يطلق على كل حي من هذه الأحياء لقب (لحمة) وتفسير هذا اللقب مأخوذة كلمة لحمة من تلاحم القربي وتعاطفهم وتوادهم بعضهم بعضًا، حيث كانت البيوت متقاربة ومتلاصقة من بعضها بعضًا لذلك خلقت الود والمحبة والتقارب والتكاتف الأسري بين الأهالي.