علي الصحن
حقق الهلال دوري أبطال آسيا ثم حل رابعاً في بطولة العالم، لكن طموح مدرجه لا حدود له، وتاريخه لا يمكن أن يتوقف عند نقطة معينة، وهذا ما صيره بطلاً على الدوام، وحاضراً في كل الأعوام، ولا حد له مع الأرقام!!
بعد نهاية مشاركة الهلال في بطولة العالم، بدأ بعض أنصاره في الحديث عن بعض أوجه القصور فيه، وحاجته إلى مزيد الدعم الفني، فيما رأى بعض آخر أن الفريق البطل لا يحتاج الكثير، وأن من الظلم الحديث عن أوجه قصور في فريق يقف على سدة قارته، وأن الجميع يجب أن ينظر إليه كبطل ويحتفي به كزعيم لقارة فقط.
من وجهة نظري أن الاحتفاء بالبطل والنظر إلى ثلاثة أرباع الكأس الممتلئ، لا يعني ترك الربع الفارغ، ولا يغني عن ضرورة المزيد من العمل والجهد لمواصلة التميز. في الهلال لا سقف للطموح، ولا حدود للعمل، وهذا سر زعامته وتفرده وقدرته على توسعة الفوارق بينه وبين منافسيه.
بعد أيام تبدأ فترة التسجيل الشتوية، ولا شك أن مدرب الهلال قد وضع يده - بعد خمسة أشهر من العمل، خاض خلالها أكثر من (20) مباراة رسمية - على أوجه القصور في فريقه، وهو وإن نجح في تجاوزها خلال الفترة الماضية، فإنه بلا شك سيعمل على علاجها ما دام المجال مفتوحاً أمامه، وإن كان الهلال قوياً فيما سبق، فيجب أن يكون أقوى في الاستحقاقات المقبلة.
الوصول إلى الكمال الفني والعناصري مستحيل، لكن هذا لا يعني العمل من أجل الاقتراب منه وملامسته، وهذا ما يجب أن يحدث في الهلال، ويجب أن يدركه من يعتقد أن الفوز باللقب القاري يعني التوقف عنده، وأن مطالب التغيير والتطوير والإحلال والإبدال تخالف الاحتفاء به، وتقلل من صانعيه.
* * *
هناك من يحاول التقليل من فوز الهلال بالمركز الرابع في بطولة العالم، ويحاول من خلاله جر الهلاليين إلى النقاش في هذا الشأن، وظاهره في ذلك التقليل منه، وباطنه إشغال الهلاليين عن أمر فوزهم بالأهم، دوري أبطال آسيا.
الحقيقة أن الهلاليين يهمهم أولاً وثانياً وعاشراً الفوز باللقب الآسيوي، وهو الهدف الأول والمعلن، وهو ما سعوا إلى تحقيقه، ثم الاحتفال به خلال الفترة السابقة، أما مجرد المشاركة في بطولة فهو أمر لا يعني الهلاليين كثيراً، وإن انشغل به غيرهم ردحا من الزمن.
في النقاش الدائر حول مشاركة الهلال العالمية، ذهب بعضهم إلى أمور غريبة، وظهروا حريصين على الهلال أكثر من الهلاليين أنفسهم، وانصرف آخرون إلى الحديث عن الأخلاق والبطاقات الحمراء واللعب النظيف، رغم أنهم يخالفونه كل يوم في أحاديثهم اليومية، وقد كشفهم ناشطوا مواقع التواصل الاجتماعي بجلاء، وقدموهم في صورة مخجلة لهم، مضحكة لغيرهم، مليئة بالمتناقضات، فـ « هلا لنفسك كان ذا التعليم»؟
الهلال بطل دوري أبطال آسيا، هذه هي الحقيقة المرة التي يجاولون الهروب منها والالتفاف عليها، والخروج من آثارها، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يبدأ فيها النقاش وإليها يعود.
بالطبع هي مرة عند من أشغل نفسه بالهلال، بينما هي عذبة قراح عند كل رياضي منصف حصيف.