شريفة الشملان
ما بين وقت وآخر، تبرز لنا معالم جميلة للأسف لم يركز إعلامنا عليها، وبالتالي لم نعرفها ولا يعرفها العالم العربي فضلاً عن الأجنبي كما ينبغي. كانت مفاجأة جميلة أن نرى طريقاً جميلاً محاطاً بجبال خضراء.. طريق طويل يخترق سلاسل جبال للوهلة الأولى كأنه طريق بين جبال الصين يعبر عدة دول مجاورة. لكنه كان طريقاً هنا في بلدنا. وعلى وادي قنونا، أماكن ممكن أن تكون جاذبة جداً للسكان كما للسياح من الخارج، دون الحاجة لبذل جهد في استقطاب وسائل للترفيه من العالم وتستهلك الجزء الكبير من موارد الترفيه والسياحة. لعلها تحتاج لصيانة أكبر ولوسائل راحة واستجمام، مثل الفنادق الصغيرة التي تشبه الفنادق العائلية في الخارج، والمقاهي على الطريقات كما تحتاج لوسائل التعريف الداخلية ولأدلة (مراكز استعلامات).
هذا الطريق الذي أشرت إليه هو (وادي قنونا) يعرفه (قوقال) تعريفاً بسيطاً فطوله 108 كيلومترات، علو جباله 2800م. وتصب به روافد من جبال تهامة، أهمها جبل البلس في بلاد شمران. يصب في البحر الأحمر.
وعلى جانبية هناك مزارع القمح والدخن والسمسم، كانت تنتج بكميات تجارية سابقاً.. وقفت عند كلمة (سابقاً) أفكر هل هجر الفلاح مزرعته، وهل خرب البترول علينا أشياءنا الجميلة؟
لا ليس ذلك بكل تأكيد. فالبترول وسع علينا عيشنا واستطعنا بناء مدن عصرية وشق الطرق وإعادة اكتشاف المواقع. وبقي جهد الإنسان الذي وجد الفرصة في العمل بشركة بترول أرامكو، حيث يحصل على الراتب المجزي والعمل المنظم بالإضافة لفرص التعليم والترقي هذا حقه في وطنه، ويبقى حق الأرض بالزراعة وتنظيم عملية الفلاحة وإدخال الطرق الحديثة عليها، وكان ذلك من واجب وزارة الزراعة.
إذا كان الحديث عن وادي قنونا مبهج فالحديث عن تبوك مبهج أيضاً ومعطر. جميلة بإنتاجها الزراعي المختلف أنواعه وأهمها زراعة الورد البلدي والرائحة العذبة التي تستقبل الضيف بعطرها والزيتون والعنب متأثرة بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث تقترب من بلاد الشام.. تحتاج لزيادة السياحة فيها لتركيز الدعاية لها وتسهيل المواصلات وبذل جهد لجعلها أكثر تسهيلاً وأقل سعراً. وخاصة في العطل والمناسبات.
نعم بلادنا عبارة عن قارة مصغرة منوعة الفصول فجيزان، حيث البحر الأحمر جميلة جداً وتعبر مشتى ممتازاً، البحر الأحمر جميل ورقراق ومن شفافيته تبدو الأسماك وكأنها ترقص مرحبة بالضيف. ليس بعيداً عنها جزيرة فرسان جزيرة تفرح وتفتح ذراعيها تستحق إعادة اكتشافها. وتركيز الساحة الشتوية عليها خاصة في عطلات نصف العام والتي هي على الأبواب.
الرياض وجدة والشرقية معروفة وبها الخدمات متوافرة ولكن تحتاج لزيادة فرص التعريف بها، خاصة منطقة القطيف وما جاورها ولعل بدايات التركيز على منطقة تاروت ودارين ستوفر حظاً جميلاً للزائرين والسكان في الشرقية بوضع مقاهٍ وفنادق بسيطة على شاطئها الجميل.
منطقة القصيم واحة جميلة وتستحق الكثير وهي أيضاً متميزة بنشاطها الإعلامي والسياحي.
ليست نهاية الكتابة عن بلدنا الجميل الواسع الذي بدأ يتحسس طريقه كي يكون جاذباً للسياحة العالمية، لكننا نحتاج أكثر ليكن جاذباً للمواطن بالدرجة الأولى، ومنها لاهتمام بالتراث الشعبي، بالمدن التراثية، بل البعض من هذه المدن والقرى التراثية يجب أن تنظم لها زيارات على الأقدام داخلها.
تشجيع الصناعات التراثية المجسمة والملابس التراثية، سواء بالحجم الطبيعي أو بوضعها على دمى يستطيع السائح أخذها.
قبل أن نفكر بتسهيل طرق الوصول وعوامل السلامة علينا أن نفكر بإيجاد مأوى المناسب لمختلف مستويات المواطن، بحيث يقيم مرتاحاً بلا استغلال.
أن تكون الرحلات متوفرة بين المناطق القريبة، هناك جهات طيبة بدأت في الشرقية القيام برحلات بين المدن بسيطة وجميلة خاصة بين الأحساء والدمام والخبر. هذه الرحلات مدتها غالباً ثماني ساعات بسعر ميسر للفرد الواحد. وبدأت تجذب المواطن والمقيم وربما السيدات على الأكثر سواء عبر القطار أو الحافلات.
والكلام يطول ولي مقالات عن السياحة الداخلية -بإذن الله-.
بلدنا جميل وطيب ولنا من طيبته نصيب.