د. خيرية السقاف
تنزل في مسامعنا بعض الكلمات فتبهج لها النفس، وبها تُسر،
وأخرى وأخرى حين تقع فيها تنقبض نفوسنا، وتحزن أفئدتنا..
ومما نسمع ما يثير السخط، ويحرض للغضب،
بل هناك من الكلمات ما يُخجل فيستلهم قائمة الفضائل، فتطلق آهات الحسرات،
تزم معها الشفاه بعد أن انفرجت بما سرت به من قبل،
أو انقبضت بالتي أحزنت، أو أغضبت..
الإنسان بين ما يسمع ويشعر موجات من التفاعل،
ألوان من الملامح،
والمختلف من أشكال التفاعل..
بلى،
الإنسان واقع في حالات ما يسمع، وما يستجيب..
إما بما يُفرح فيطمئن،
وإما بما يُحزن، فيغضب،
وإما بما يُقْبل فيرضى،
أو بما يُنكر فيرفض..
وفي الحالات جميعها العقل ميزانٌ، والوجدان حسٌّ،
زاخران بتفاصيل دقيقة تترابط، وتتشابك في عصبة منسجمة بنسيجهما..
ولأن العقل محكمة، والوجدان ميزان..
فإن هناك ما يكون في المحكمة من قواعد، وقوانين،
وفي الميزان من معايير، ومقاييس..
ترى أكل من ينطق ما يقع في آذان البشر يدرك، ويعي ما ستؤول إليه كلماته عند وقوعها بين مطرقة المحكمة، وسندان الوجدان؟..