عبدالكريم الحمد
مشوار حافل، استعاد خلاله الهلال تاجه الآسيوي بوصفه زعيمًا للقارة عبر أقوى وأهم بطولاتها، ثم تقلَّد تمثيلها تمثيلاً مشرفًا في كأس العالم للأندية رغم أول مشاركة له في البطولة؛ إذ سطر إبداعًا كرويًّا أثناء تجاوزه بطل القارة الإفريقية في البطولة، وقدم أروع الملاحم الكروية أمام بطل القارة اللاتينية الذي كان ندًّا صعبًا لليفربول في نهائي العالم.
والآن يعود كبير الأندية السعودية وزعيمها إلى الدوري بعد أن انصرف عنه متصدرًا خلال جولاته التسع التي خاضها قبل انشغاله في مهمة تمثيله الوطن أمام القارة، ثم العالم. وتُعد عودة الهلال للدوري ليس مكسبًا فنيًّا وتنافسيًّا فقط، بل عودته باتت تمثل ثقلاً إعلاميًّا وتسويقيًّا على المستوى الإقليمي والمنطقة بعد أن أسهبت الشبكات الإخبارية العالمية صحفًا وإذاعة وتلفزة في الحديث عن (المارد الأزرق) الذي نهض من وسط الصحراء العربية؛ ليعكس مدى الحضارة الكروية السعودية التي حظيت بدعم لا محدود من لدن القيادة؛ فكان (الهلال) خير ترجمان وخير سفير وتفسير لنتائج ذلك الاهتمام.
يعود الهلال للدوري ليشبع نهم جمهوره ومحبيه، وينثر إبداع السطوة والسيطرة التي عهدوها عنه على مستوى المسابقات المحلية، وثباته في المنافسة بالدوري على وجه الخصوص.. يعود ليقض مضاجع منافسيه وحاسديه، وليشبع نهم الإعلام الرياضي السعودي القائم جُله على نتائجه وقضاياه وردة فعل جمهوره كونه (فاكهة زرقاء)، وأيقونة بؤس وسعادة للكارهين والمحبين.
أكتب مقالتي عن عودة (المارد الأزرق) للدوري السعودي ليس تغنيًا به أو غزلاً، بل أكتبها كمتابع وناقد رياضي، تشرب واستوعب مَواطن اهتمام الشارع الرياضي السعودي بفريق كان - ولا يزال - «مالئ الدنيا وشاغل الناس»؛ وأكبر دليل على ذلك ضعف وتدني المتابعة الإعلامية والجماهيرية لجولات الدوري الماضية بعد أن اتجه الاهتمام صوب الهلال في نزاله الآسيوي والعالمي الأخير.
(قبل الختام)
مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية ليست إلا أول المشوار.
طالما الزعيم ذاق بريقها فتأكد أنه سيحفر طريقها.