د. خيرية السقاف
يقول الشاعر: «واثق الخطوة يمشي ملكًا»..
لأن الثقة تعني اليقين، والثبات..
ولا يقين دون مؤونة..
وإن مؤونة اليقين حقائق، وأسس، وقواعد، وفكر، وحس، وإصرار، ودأب، وصبر، وعمل جاد،
ووضوح، وتمثيل، في الظاهر، والخارج..
كل هذا مكوِّن قوي، متلاحم في نسيجه، متين في علائقه، يؤدي إلى الثقة، والثبات، ومن ثم الخطو المتئد، والرأس العالي، بعنق يشرئب إلى العنان..
ذو اليقين ملك في خطوته حيث هو حين يمشي.. فواثق الخطوة، ومن بعدُ حين يقول فإنه يُصدق فيصدَّق، وحين يصمت فبحكمة عقل هو مستودع كل تلك المكونات، وبشفيف ضمير هو مبعث
ثقة الخطوات..
كيف إذن حين تنبثق هذه المكوِّنات من شرع إلهي رباني، جعل الإيمان يقينًا، وجعل اليقين سلوكًا، وجعل السلوك تنفيذًا، وجعل التنفيذ قانونًا، وجعل القانون مسطرة للعدل، للحق، للمساواة، في المثوبة، والعقوبة؟
فالحق لا يبلج، والعدل لا يسود، والمساواة لا تتحقق إلا بما يقتضيه إجراء الخطوة بقوة اليقين، وصدق الإيمان، ورسوخ الثقة..
هكذا نقرأ الخطوة الثابتة، للنظرة الثاقبة، لإجراءات اليقين بالثقة في دقة، وحكمة، ومتانة القضاء في مؤسسة العدل، والحق والمساواة الوطنية، حين أعلنت أمس الأول على الملأ نتائج التحقيق في قضية شغلت الداخل الذي أنكرها، والخارج الذي استغلها، وهي مقتل الإعلامي «جمال خاشقجي» -رحمه الله- بكل تفاصيل الإجراءات، دون أن تتأثر خطواتها لا وقتًا، ولا إجراءً، ولا شفافية بمثبطي الحقائق، من دنَّسوا شرف الصدق..
فلها مؤسسة القضاء، والعدل «النيابة العامة» كل التقدير والثقة، ولها أن «تمشي واثقة الخطوة» ناصعة اليقين.