عاد الهلال بعد أن صال وجال في آسيا، وحقق البطولة التي استعصت عليه وتجبرت وتكبرت، ولكن يأبى الهلال إلا أن يطوعها بعد أن أتاها من الباب الكبير، باب المنافسين والأبطال السابقين.
عاد الزعيم متوجًا بكأس آسيا، ومنها لكأس العالم، يزهو بتاريخه ومجده وجمهوره العريض من قلب الحدث، وأمام كل القارات أبدع هذا الزعيم وتجلى، وأظهر جزءًا من جماله وفنه وسحره الحلال.. يكفي أنه بهر من لا يعرفه، ويكفي أنه رفع مستوى الطموح إلى أبعد من الحضور والمشاركة. وهنا يمكن أن نقول: هي رسالة من الهلال لكل من لا يحب الهلال أو أسقط على إنجاز الهلال!
باختصار يقول لكم زعيم آسيا أسعدونا بإنجازكم، أسعدونا بإبداعكم، أسعدوا الوطن كما فعل الهلال، وحينها سنرفع لكم القبعة، ونقف لكم احترامًا، عكس ما فعلتم مع الهلال. وقد تكون أيضًا رسالة لبعض إعلام النصر ممن فرضوا أنفسهم بقوة (الدجل) على الواقع الرياضي؛ فهم لا يتوانون عن قول أي شيء في سبيل إقناعنا بأن إنجازات الهلال لا قيمة لها، وأنها لا تذكر أمام ترشيح النصر، مع أن مثل هذا لا ينطلي إلا على البسطاء والسذج!
خزعبلات وأكاذيب مخجلة في حق ممثل الوطن، غالبًا ما تجد صدى واسعًا، وتحظى بتأييد كبير من بعض محبي النصر بذريعة أن الغاية تبرر الوسيلة.
ولا عجب؛ (فكُره) الهلال متجذر في أعماقهم! ولا أبالغ لو قلت إنهم يكرهون الهلال أكثر من (حبهم للنصر). ليس هذا فقط، بل يكرهون كل شيء أزرق، ويعتبرون كل إنجاز لهذا الزعيم إهانة لهم ولناديهم. العجيب أنهم في انكسارهم يتحدثون عن كل شيء، ويستحضرون العاطفة والوطنية، وهم من جعل مدرجهم رابطة لكل أندية العالم؛ فقط لأنهم يكرهون الهلال. ولكي أكون منصفًا أقول إنهم أصبحوا مضحكين، وردة فعلهم باردة في التعامل مع تناقضاتهم!
على أية حال، هم الأقوى في الهاشتاقات، أما على مستوى المنافسات الحقيقية فلا نصيب لهم، والأرقام لا تكذب. هذا باختصار حجم التنافس؛ والدليل سِجل البطولات الآسيوية والعربية والمحلية.. وكلٌّ ميسَّر لما خُلق له. فالهلال ترك لهم الهاشتاقات وشلة الانفصام الإعلامي، وأخذ ذهب المنصات وصفحات التاريخ التي لا تكذب.
ختامًا يقول لكم الهلال: الميدان يا حميدان.. ونحن بانتظار الشجعان بعيدًا عن (دق الحنك والبربرة) وبرامج التنظير.
وقفات
* الاتحاد ضحية محبيه. هذا هو العنوان العريض لحال الاتحاد، وإن كنتُ أعتقد أن الخبرة خذلت الإدارة الحالية التي يجب أن تترك المجال لمن هم أفضل. وأنا على يقين أن الأفضل موجود لو توافرت البيئة المناسبة، والوعود الصادقة للالتفاف حول النادي، ولو خليت خربت.
* ما زال الرائد يقدم مستويات جميلة ولافتة، ويتقدم بخطوات ثابتة نحو المراكز الأولى، بفضل العمل المتواصل الذي يقدمه رئيس النادي فهد المطوع مع بقية أعضاء إدارته والأجهزة الفنية التي وُفّق في اختيارها الرائد. بالتوفيق، والقادم أفضل لمحبي الرائد وجماهيره.
** **
- فهد المطيويع