سهوب بغدادي
الصحة النفسية هي مستويات قوية من الوعي النفسي وخلو العقل من الاضطرابات المتعارف عليها والمشخصة إكلينيكيا، وتعرف أيضا بالحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد. من هذا المنطلق، أشير إلى أن تطور وزيادة الوعي المنوط بملف الصحة النفسية في المملكة العربية السعودية. وذلك أمر بديع. من هنا، نلتفت إلى فلذات أكبادنا في المدارس، فلا شك أن العديد من الطلاب يعانون من بعض الإشكالات النفسية عرضية كانت أم مزمنة - حمانا الله وإياكم- على سبيل المثال، قد يعاني طفل من الاكتئاب وذلك شعور قد يكون ظاهريا فقط فلن يتمكن الأخصائي الاجتماعي من تحسين حالته إلا بوضع يده على السبب الرئيس كدرجات العنف المختلفة من عنف لفظي ونفسي وجسدي، فيما تعد ظاهرة عنف الطفل تجاه الأطفال مؤشر خطر يحمل أبعادا أكثر بكثير من العنف الظاهري، فمن واجب المعلم والأخصائي الاجتماعي أن يبذل كل ما في وسعه لسبر أغوار الطالب نفسيا قبيل البدء في العملية التعليمية. من هذا السياق، أكبر دور المعلم والأخصائيين في المدارس فكم من طفل متعثر تحسن وانطلق بعدها للحياة بسبب اهتمام وتدخل المؤسسة التعليمية في الوقت المناسب. في حين يعد تعاون وزارة التعليم مع وزارة الصحة أمر لا غنى عنه، وخاصة في نطاق الصحة النفسية بتفعيل دور الأخصائيين في مجال الصحة النفسية والعلاج المعرفي السلوكي، كما يستحسن إيجاد آلية بين المدارس ومراكز الصحة النفسية التي تعتمد العلاج المعرفي السلوكي لتوجيه الطلبة في العديد من المجالات والإشكالات التي تعترضهم بشكل مستمر، كمشكلة التوتر والرهاب من الاختبارات. وفي حال احتياج الطالب لعلاج إكلينيكي يتم تحويله إلى مختص عن طريق المؤسسة التعليمية. إن توازن واتزان الطلاب نفسيا سيزهر مخرجاتنا التعليمية ليدفع بالعجلة الفكرية في المملكة إلى القمة.