«الجزيرة» - المحليات:
تفاعل الوسط الفني والثقافي بشكل إيجابي مع إعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، عن مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» التي غطت مجالات ثقافية متنوعة من بينها جوائز للرواد وللشباب، وللمؤسسات الثقافية والقطاعات الثقافية. ونالت هذه المبادرة إعجاب الكثير من الفنانين والمثقفين الذين وصفوها بالخطوة الممتازة والمنتظرة من الوزارة، وتحدثوا عن انعكاسها على الفنانين والمثقفين معنوياً ومادياً.
وأشادت كاتبة السيناريو والمخرجة هناء العمير بمبادرة «الجوائز الثقافية» ووصفتها بالمُبادرة المهمة والضرورية، لأن هناك رواد قدموا الكثير وآخرين ينشطون باستمرار في قطاعات ثقافية متنوعة ويستحقون التقدير، وأضافت بأن تعيين شخصية ثقافية سنوياً لتكريمها يُعدُّ محفزاً جيداً ويعطي دافعاً للاستمرارية.
وشددت العمير على أن اهتمام الوزارة بتكريم الرواد والمواهب الصاعدة كان موجوداً، وتأتي هذه الجوائز تتويجاً لهذا الاهتمام وتضعه بشكل منهجي ومستدام باعتبارها جوائز سنوية سيكون لها الأثر البالغ على الحركة الثقافية والفنية بشكل عام «لأنها تُشعر المثقف بالتقدير عند إنجاز أي عمل ثقافي خصوصاً أن من يعمل في هذا المجال يواجه تحديات ويحتاج لمثل هذا الدعم ليواصل إبداعه». مشيرة إلى أنه طالما تم توزيع الجوائز على كل المجالات الثقافية وكل مجال فني وثقافي أخذ حقه «فهذا يدل على المتابعة والرصد المستمر من قِبل الوزارة، وهذا يعني رعاية كاملة ودائمة لهذه المجالات والقطاعات المختلفة».
من جهته وجَّه المخرج عامر الحمود الشكر لوزارة الثقافة على هذه الخطوة، وقال إن هذا هو الدور الحقيقي لوزارة الثقافة «أن تحتضن المواهب في شتى المجالات الثقافية وتقدم لها الدعم والتقدير والاحتفاء»، وأضاف «بأن التكريم شيء مهم لكل المبدعين في مجالات الفنون، والرواد هم الأساس في هذا الحراك الثقافي وتكريمهم واجب».
وشبَّه الحمود هذه الجوائز بأنها «غذاء لروح الفنان»، مضيفاً بأنه عادةً يحتاج أي مبدع أو فنان إلى مردود مادي ومعنوي «والمردود المعنوي بالذات يأتي من خلال تقييم الفنان وتكريمه من جهة رسمية ومنحه الجائزة التي يستحقها، ومهما كانت الجائزة التي يحصل عليها الفنان خارج بلده لا تقارن بالتي يحصل عليها في موطنه ومن جهة معنية بذلك الأمر مثل وزارة الثقافة، وهذا له قيمة أكبر من أي تقدير آخر».
واعتبر الروائي يوسف المحيميد خطوة تخصيص الجوائز في مختلف القطاعات الثقافية بأنها خطوة مهمة ستدعم مختلف القطاعات الثقافية. وأضاف بأنه من الجميل أن تشمل جوائز الوزارة جميع قطاعات الثقافة وليس الأدب لوحده «فهي تركز على الثقافة بمفهومها الشامل، مفهومها الأوسع من الأدب، فالموسيقى والسينما والأزياء والفنون البصرية وغيرها من مكونات الثقافة تستحق أيضاً الاحتفاء والتكريم».
وأضاف المحيميد «على مستوى الأدب مثلاً معظم أدبائنا نالوا جوائز عربية وعالمية، وحان الوقت لأن يشعر هؤلاء بتقدير وطنهم لهم، ولمنجزهم الأدبي الطويل، فمهما نلنا من جوائز في الخارج يظل احتفاء الوطن والأهل بنا أكثر وقعاً وأثراً».
من جهته وصف الفنان عبدالعزيز الفريحي هذه الخطوة بأنها خطوة إيجابية «كنّا بحاجتها وإن جاءت مُتأخرة، كما قال المَثل المتعارف عليه، أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبدًا.. وكثيراً من أحلامنا نحن كفنانين نراها الآن تتحقق وفقاً للرؤية الكريمة التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله».
وأضاف الفريحي بأن توزيع الجوائز سيُسهم في إثراء المحتوى الثقافي، قائلًا: «منح الجوائز والتكريم يشعر الفنان أو المثقف بالاهتمام ويملأ روحه بالحماسة والاطمئنان، وهذه واحدة من الإسهامات التي ممكن أن تحفز الإبداع في المحتوى الثقافي، وبلا شك كنّا نحتاج لمثل هذه المُبادرات، ولا نملك سوى أن نشكر وزارة الثقافة والقائمين عليها».
وشاركه الرأي الفنان خالد الحربي الذي أكد أن الجوائز الثقافية بثت روح الحماسة في جسد الثقافة السعودية «وهي خطوة ممتازة ومُنتظرة من فترة طويلة، لأن لدينا الكثير من المبدعين والمثقفين من الأجيال السابقة الذين يستحقون التكريم». مضيفاً بأن التكريم يرفع الروح المعنوية للفنان ويشعره بأنه قدم شيئاً لمجتمعه حتى لو كان بسيطاً.
يُذكر أن الجوائز الثقافية الوطنية إحدى مبادرات وزارة الثقافة وتتكون من 14 جائزة سيتم منحها بشكل سنوي وتغطي المجالات الثقافية كافة، وهي: جائزة الروّاد، جائزة الثقافة للشباب، جائزة المؤسسات الثقافية، إضافة إلى المسار الرابع الذي يشتمل على 11 جائزة تمثل القطاعات الثقافية كافة؛ هي: جائزة الأفلام والعروض المرئية، جائزة الأزياء، جائزة الموسيقى، جائزة التراث الوطني، جائزة الأدب، جائزة المسرح والفنون الأدائية، جائزة الفنون البصرية، جائزة فنون العمارة والتصميم، جائزة فنون الطهي، جائزة النشر، جائزة الترجمة.