فهد بن جليد
تحدثت أكثر من مرة عن أهمية وجود مستشفى متخصص ومستقل لرعاية المسنين، بوصفه أمرًا في غاية الأهمية. وهو مطلب لدى العديد من الدول التي بدأت في تخصيص خدمات صحية ورعاية مستقلة لهذه الفئة.. إلا أن الأهم اليوم هو توفير عيادات وخدمات خاصة ضمن مختلف المستشفيات والمراكز الطبية العادية المنتشرة في كل مكان، سيكون لها أثر أكبر -برأيي- لأن المركز أو المستشفى المستقل أشبه بمكان رعاية وإقامة طويلة، وربما كان بعيدًا عن مقر إقامة المسن، بينما نحن بحاجة ماسة في مجتمعاتنا لعيادات، تُعنى بالزيارات والمراجعات الطبية السريعة، أو على الأقل إيجاد آلية تضمن التعامل بشكل سريع وخاص -وفق نظام معلن ومطبَّق- وليس بنظام الفزعات والمزاجية والتقدير الشخصي من قِبل الموظف أو مسؤول العلاقات بالمستشفى لحاجة المسن. ونحن اليوم أمام العديد من التجارب التي تستحق التأمل والوقوف للاستفادة منها.
اليوم هناك عيادات لرعاية المسنين، ولكنها في الغالب لا تملك صلاحيات خاصة لتسريع إجراءات المراجعة والمواعيد، بل هي تمارس عملاً محدودًا، بطموح كبير، وإمكانات قليلة لسماع أصوات المسنين وذويهم على استحياء، وربما بتقديم إرشادات عامة، بينما نحن بحاجة إلى تحرك فاعل، وقبل ذلك نحن بحاجة إلى الوصول إلى اتفاق لتعريف محدَّد ووصف واضح لمن يطلق عليه لقب (مسن)؛ وبالتالي يستحق مثل هذا النوع من الخدمات الخاصة.
هناك ضرورة لفهم مَن يحتاج إلى الخدمة والرعاية، وتحديده بعدم الخلط بين المسنين وذوي (الشيخوخة)، مع اختلاط بعض التعريفات والمفاهيم التي تتحدث عمن تجاوز الـ60 عامًا، وهناك من يتحدث عمن تجاوز الـ50 وهو غير قادر على القيام بالأعمال التي كان يقوم بها سابقًا، وآخرون يربطون بشكل خاطئ بين التقاعد عن العمل وكِبَر السن.
المسن يستحق كل رعاية واهتمام بسَنّ القوانين ضمن حزمة من إجراءات الرعاية في مختلف مناحي الحياة، وأهمها الرعاية الصحية، أسوة بما يحصل عليه كبير السن في مختلف الدول المتقدمة؛ فنحن أولى بوجود آلية ونظام واضح للتعامل معهم، وخصوصًا في المستشفيات والعيادات، وفق ما حثنا عليه ديننا الإسلامي، وثقافتنا العربية، عبر التنسيق بين أنظمة وزارة الصحة وأنظمة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية؛ لتوحيد الإجراءات والخدمة وقبل ذلك المستهدف.
وعلى دروب الخير نلتقي.