د.عبدالعزيز الجار الله
كان تركيزنا خلال سنوات طويلة أن النظرة الأساس كانت تتجه إلى الشرق شرق المملكة منذ اكتشاف النفط بكميات اقتصادية عام 1938م، رغم وجود إيران الشاه الذي نصبه الغرب جندي الخليج العربي، وقد قبلت دول الخليج لعدم قدرتها على المواجه، والبعض ما زال تحت الوصاية الأوروبية لم يستقل بعد حتى بداية السبعينات الميلادية، لكن حدث أمر جلل أدخل المنطقة بمخاطر هو الثورة الإيرانية حكم الملالي 1979م، رافقه حدث أخاف المنطقة عندما اشتعالت الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980م، تم تدمير الدولتين ولم تتوقف إلا بعد (8) سنوات خرج منها ومن الحرب البلدان مدمرين، ثم دخل صدام مغامرة جديدة باحتلاله الكويت، ثم تحريرها 1991م ، وجاءت هجمات 11-9- 2001، واتهم الخليج بالمسؤولية، ثم احتلال أمريكا للعراق 2003م، والآن هيمنت إيران على العراق منذ عام 2006م بعد الانسحاب الأمريكي، تلاها الربيع العربي عام 2010 وما زال في العراق حتى الآن 2019.
هذه الأحداث مرت بالخليج العربي وكنا معلقين بالخليج حتى عام 2015م، حينما جاء عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - عندما غير العهد الجديد المعادلة: السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
- كسر مسلمات إيران جندي الخليج والتي انتهى بها الأمر إلى دولة محاصرة من دول العالم.
- وقادت السعودية التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن وتحريرها من حوثية إيران.
- نقل حركة التجار من احتكار الخليج العربي تجارة الناقلات النفطية إلى البحر الأحمر وقناة السويس وحوض البحر الأبيض المتوسط ثم إلى أوروبا.
- عدد ونوع الاقتصاد من الاعتماد على النفط مصدرًا وحيدًا، إلى تنويع في مصادر الدخل، وحرك الاستثمار المحلي، والتجارة الدولية في مجال الغاز والمعادن الصلبة.
- سن أنظمة وقوانين بفتح مجال السياحة، والعمل والاستثمار الأجنبي.
- عمل على تحول اجتماعي إيجابي ونقله من الاستهلاك إلى العمل، وفتح المجال للعمل لكل أبناء وبنات المجتمع، وخلق ثقافة جديدة لجيل جديد.
أذن القيادة وسعت دائرة الأفق الاستثماري، وحركت كل الاتجاهات، نفط الشرق واستثمارات وتجارة الغرب، وغاز ومعادن الشمال، واستقرار الحد الجنوبي، والتجارة الواعدة في بحر العرب وباب المندب وخليج عدن مع المحيط الهندي، تجارة دولية ليست محاصرة أو مهددة كما في الخليج العربي.