ريما بنت محمد القحطاني
جاء نظام الجامعات الجديد لرفع مستوى التنافسية بين الجامعات محلياً وإقليمياً، ومواكبة عجلة التنمية والتطور التي تعيشها بلادنا، حتى تكون أكثر مرونة وكفاءة وفاعلية, بحيث تكون متوافقة مع رؤية المملكة وبرامج التحول الوطني, فالتعليم الجامعي في المملكة يسير بخُطى حثيثة في شتى المجالات العلمية والبحثية نحو تحقيق أهدافه، ويحظى بالاهتمام والدعم المستمر لبناء أجيال متعلمة واعية مثقفة صانعة للأمجاد, وباعتماد مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نظام الجامعات الجديد، والذي يتكون من (14) فصلاً، ويشتمل على (58) مادة, سيبدأ تطبيق النظام بشكل تدريجي على 3 جامعات في المرحلة الأولى بعد 180 يوماً من نشر القرار في الجريدة الرسمية. هذا ويعتبر النظام نقلة تاريخية في مسيرة التطور الذي تشهده الجامعات السعودية والذي من شأنه -بإذن الله- تحقيق المكاسب على الصعيد التعليمي والبحثي والمجتمعي، ولعّل من أبرز ملامح ومكتسبات النظام، أنه سيُمكِّن الجامعات من إقرار برامجها الأكاديمية وفق الاحتياجات التنموية، وفرص العمل في المنطقة التي تخدمها، وتفعيل استثمار الموارد الذاتية، وتوفير مصادر تمويل جديدة، والسماح للجامعات بتأسيس الشركات الاستثمارية والأوقاف، وإقرار اللوائح المنظمة للجمعيات والكراسي البحثية ومراكز البحث، والابتكار وريادة الأعمال في الجامعات, بل إن النظام الجديد للجامعات يدعم الابتكار وريادة الأعمال في المادة السابعة والثالثة عشرة والسابعة عشرة, وعلاوةً على ذلك جاء الحث على الابتكار والإبداع في الإسلام، من خلال كثير من الآيات التي تحث البشر على أن يسيروا في الأرض ويرتحلوا في أنحائها ويستخدموا قلوبهم وعقولهم وحواسهم ليصلوا إلى الحقائق للاستفادة منها في المعايش، منها قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ} (الاعراف:10)، بالإضافة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (من سّن في الإسلام سُنةً حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة) (رواه مسلم), أي أن كل اختراع أو إبداع له أصل في الشرع، وإن لم يكن له أصل في الشرع وهو لا يخالفه يكون ابتداع محمود ومحثوث عليه طالما فيه خيرٌ للبشرية, هذا وتستهدف رؤية المملكة 2030 من خلال مراكزها للإبداع وريادة الأعمال, الاستثمار في عقول الشباب وأفكارهم الإبداعية في جميع القطاعات،وتوظيف التقنية في شتى مناحي الحياة، مما يسهم في تحول المملكة من اقتصاد ذو ثورة نفطية إلى اقتصاد ذو ثورة معرفية, وقد انطلقت كافة المؤسسات الحكومية والخاصة من هذه الرؤية، وبدعم هذا التوجه من خلال إقامة العديد من المبادرات، حيث أُنشئت مراكز الإبداع وريادة الأعمال وأودية التقنية في كافة الجامعات, وتنظيم معارض ومؤتمرات الابتكار وريادة الأعمال محوراً رئيساً يميزها, وتنظيم العديد من المسابقات والبرامج التي تُحفز الطلبة على الإبداع والابتكار والاختراع، لأهمية ذلك لمستقبل الوطن, ولنجاح العمل الإبداعي هناك مقترحات لتعزيز نشاط ريادي الأعمال المبدع وهي: تطوير البرامج والآليات للحصول على التمويل، والإفادة من البحث والتطوير، والانفتاح على السوق المحلية، والتدريب في مجال ريادة الأعمال, كما يلزم تحفيز رائد الأعمال على الابتكار، لإحداث تغييرات جذرية، بعمليات تكنولوجية وغير تكنولوجية، لدمج الابتكار التكنولوجي في عمليات الإنتاج، التوزيع، وتنظيم العمل، والتشارك في المعرفة أو المهارات، وتبّني طرق تنظيمية جديدة في اتخاذ القرارات، لزيادة أسهم السوق، وجودة البضائع، وتطوير الخدمات والقدرة الإنتاجية، ووضوح الأعمال وضمانات الصحة والسلامة, كل هذا من شأنه أن يرفع مستوى الابتكار والاختراع في جامعاتنا ومزيدًا من التقدم والتطوير والإبداع.