رمضان جريدي العنزي
الدخان بأنواعه سم قاتل، وفعل هذا السم بمستخدمه شرٌّ مستطير، وله أثر بليغ. خاطئ من يقول غير ذلك، بل يجانبه الحق والصواب، مها برر ولف ودار. لهذا السم مضار كثيرة، وعواقب وخيمة، يسري في الجسم، ويسبب الكثير من الأمراض المتعددة والخطيرة. إن كل عاقل مدرك واعٍ وحصيف من المحال أن يقترب من هذا السم اللعين، أو يدنو منه، أو يقترف إثم فعله. إن التدخين آفة العصر، بل هو إرهاب يدمِّر الصحة، ويمحو العافية، ويجلب الوجع. إن أجسادنا البشرية هي أمانة، استودعها الله - جل في علاه - لدينا، ونحن وكلاء عن هذا الجسد؛ فكلُّ تلف له أو محاولة إهلاك لأعضائه هو خيانة للأمانة. إن الإسلام قد عالج هذه الظاهرة؛ فقد حرم الضرر والإضرار، للمدخن والمجتمع والبيئة على حد سواء. إن التدخين يسبّب أمراضًا خطيرة وشائعة، كأمراض القلب، وسرطان الرئة، والفم، والبلعوم، والأسنان واللثة، بل يسبِّب خمسين مرضًا مؤكدًا. جاء ذلك في مقالة، نشرتها الديلي ميل، أكد فيها باحثون أن التدخين يسبِّب هذه الأمراض مجتمعة دون شك ولا ريب. إن التدخين داء وبيل، وعمل رديء، وعادة سيئة، وفعل مقيت. تقول منظمة الصحة العالمية إن التدخين يقتل شخصًا كل ست ثوان ونصف الثانية. ووفقًا للوائح المنظمة، فإن التدخين يعدُّ مسؤولاً عن مقتل واحد من بين خمسة أشخاص يعانون السرطان، أو 1.4 مليون حالة وفاة في أرجاء العالم كل عام. إن التدخين سلاح الدمار الشامل الذي يهدد البشرية في مختلف أنحاء الأرض. لقد توصل فريق علمي أمريكي إلى إثبات الدليل العلمي على (سرطانية) مادة النيكوتين، كما أكدت دراسات علمية أخرى وجود ارتباط وثيق بين التدخين وزيادة نسبة حدوث الذبحات القلبية لدى الشباب في الثلاثين من العمر، وليس فقط لدى الكبار كما كان يُعتقد سابقًا؛ فقد أظهرت الدراسات أن المدخنين في العمر ما بين 35 - 39 سنة تكون نسبة تعرضهم للذبحات القلبية أكثر بخمس مرات من غير المدخنين بالفئة نفسها من العمر. إن التدخين في فعله كالوباء المعدي تمامًا؛ فآثاره النفسية والجسدية - كما بيّن علماء الصحة - كثيرة ومتنوعة ومتعددة، ولا يمكن الاستهانة بها أو التغاضي عنها، أو الهرب منها.. فالدخان من الخبائث، وليس من الطيبات، ومن الروائح الكريهة، وليس من الروائح الزكية، وآثاره على الجسد والملبس والمظهر بائنة ومقرفة.
إن ترك الدخان والابتعاد عنه مطلقًا بعد التعرف على أضراره المدمرة والوخيمة يحتاج إلى عزيمة قوية، وإرادة فولاذية، وتوكُّل على الله من قبل ومن بعد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
وأن كنت ذا عزم فأنفذه عاجلاً
فإن فساد العزم أن يتقيدا
أسال الله تعالى أن يهدي المدخنين، وأن يعافيهم من هذا البلاء الذي سيطر عليهم، إنه على ما يشاء قدير.