أتساءل وأنا سعودي هل نحن السعوديين رأينا المملكة العربية السعودية بعين جميلة وبعين الرضا وبعين من يطمح أن تكون أقوى دولة في جميع الإمكانات والمقدرات وأن تكون قبلة البشرية، المملكة التي تحمل في طياتها مكنونات نادرة وآثاراً عريقة تهفو لها نفوس الكثير من عشّاق القديم، لذا أدعوكم لرؤية ومشاهدة وتأمل جزء من وطننا الغالي مملكة الإنسانية مملكة الثقافة والجمال، والمدخل لهذه الرؤية والمشاهدة والتأمل هو إيماننا وإدراكنا العميق نحن السعوديين أن بلادنا تمتلك من المقدرات المتميزة عن جميع دول العالم بقدر كثير جداً، فنحن نعلم أن المملكة كونها هي الدولة التي تشغل الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية التي تقاطعت فيها الحضارات الإنسانية منذ القدم تحوز إرثاً حضارياً كبيراً جداً ولا يُحصى في مقال؛ لكن كما قيل يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ويكفي من إرث هذه الحضارات القديمة وجود الكعبة المشرَّفة هذا الجزء وهذا المعلم الواضح للعيان في مملكتنا، الكعبة التي هي مهوى أفئدة المسلمين وهي مثال واضح لحضارة سائدة منذ وقت بعيد، فهي تعتبر أقدم بناء على وجه الكرة الأرضية فتاريخها أزلي ولا يقارنها أي بناء من بنايات الحضارات القديم تأملوا فيها جيداً أيها السعوديون، نحن لدينا هذا البناء المقدس الجميل يحكي عن زمن لا يمكن تقديره من أي عالم أو متخصص في الحضارات القديمة وفي آثار الأزمنة السحيقة ولا من أي أحد من البشر، وهذا البناء العجيب الذي يأتي في منتصف الكرة الأرضية، وذلك بحسب ما أثبته علماء متخصصون بعلوم الأرض وخطوط الطول والعرض، وكذلك يوجد في هذا البناء الأزلي حجر لا يوجد في العوالم والأكوان شبيه مثله ولا في خصائصه الفيزيائية؛ وهو معجزة حيرت العلماء، إنه الحجر الأسود شاهدوه انظروا إليه أيها السعوديون، تأملوه جيداً ما الأثر أو المعلم القديم الذي يوازي هذا الحجر؟ الجواب لا يوجد ولن يوجد أبدًا، هذا الحجر لا يمكن أن يقدَّر بأي ثمن مهما بلغ، فلو اجتمع هواة جمع الآثار وعلماء الآثار والمهتمون بالآثار من جميع أنحاء العالم لن يمكنهم أن يحظوا بجزء قليل منه ولو دفعوا فيه المبالغ الضخمة الطائلة التي تنوء بالعصبة من المصارف وذلك؛ لأنه حجر مميز مقدس واحد ليس له بديل ونحن السعوديين متكفلون بالمحافظة عليه لأننا نحظى به، وكما قلت هو حجر فريد من نوعه ليس له شبيه ولا مثيل في هذه الدنيا، من خصائص هذا الحجر الفريد الوحيد أه يتفاعل مع الإنسان!! يتفاجأ البعض من هذه المعلومة لأنهم لم يدركوا كثيرًا ماهية هذا الحجر المقدس الذي كان في أصله أبيض اللون فتغيَّر لونه إلى اللون الأسود بسبب خطايا بني آدم كما في جاء في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أسأل مرة أخرى: هل رأيتموه وتأملتموه أيها السعوديون من الذي يحفظ هذا الجزء القديم من حضارة الإنسان؟ هل ندرك أن جميع الحضارات القديمة التي نزورها في بلدان أخرى لا تمثّل جزءاً بسيطاً من تراثنا وحضارتنا التي لا تزال قائمة وفي نفس مكان الكعبة المشرَّفة والحجر الأسود نتجه بضعة أمتار إلى البئر المتدفِّق من ملايين السنين وهو المعجزة الخالدة، إنه بئر زمزم التي حيَّرت علماء الأرض؛ وذاك لأن البئر تقع في مكان قاحل جاف، وحيَّرت كذلك العلماء في شتى تخصصاتهم من ناحية خصائص مائها التي ليس لها مثيل في الوجود.
نحن السعوديين نحافظ عليه ونقدِّمه للعالم لكي يستمتعوا بالشرب منه وبأفضل طريقة وإمكانية، الحديث عن إرث الحضارات في المملكة قد يطول بنا لكن هذا غيض من فيض.
أيها السعوديون المملكة العربية السعودية بلد معطاء، بلد رائع شاهدوه وتأملوه جيداً انظروا إليه فيه من الخيرات والإمكانات الشيء الكثير ولو رأيتم ما يسوء فليس هو الغالب، وبسواعدنا نبني وطننا ونزيده جمالاً على جمال ونفاخر به بين الأمم.