كتبت وكتب غيري عن أزمات الازدحام والحوادث بالشوارع لدينا وكثرتها بالمدن الكبرى.
هاتان المشكلتان المسؤول عنهما:
المرور والأمانات والبلديات معًا وليس المرور وحده.
فالبلديات بالتعاون مع المرور مسؤولة عن هندسة الشوارع وتركيب الكاميرات، والمرور دوره الأساسي في هاتين المشكلتين: التنظيم والمراقبة الميدانية، فضلاً عن تقديم المقترحات حول الحوادث والاختناق المروري.
***
ومن متابعتي لعوائق المرور ووجود المخالفات والحوادت وجدت أن أهم ثلاثة أسباب خلقت المشاكل المرورية ولو تمت معالجتها لحلت كثيرًا من المشاكل المرورية:
***
1/ غياب الكاميرات عن التقاطعات..
فقدان عديد من التقاطعات «للكاميرات» وهذه تجعل المخالفات مستمرة سواء ما يتعلق بقطع الإشارات الذي يسبب الحوادث القاتلة أو العرقلة، حيث نجد البعض مثلاً يقفون بالتقاطعات فيعطلون السير، ولو كان فيه كاميرات بالتقاطعات لتقلصت الحوادث واختفى الوقوف بالمخارج، وهو أحد الأسباب الرئيسية لعدم مرونة السير.
***
2/ غياب «الهندسة المرورية»..
نجد هذا ماثلاً في بعض الطرق والشوارع وبخاصة التقاطعات، وقد لاحظنا أن مثل هذه التخطيط والهندسة للمداخل والمخارج تحل أكثر من 50 % من مشاكل الازدحام، وهذا دور البلديات أولاً مع المرور بالطبع الذي يوضح أماكن الاختناقات بالتقاطعات.
وأضرب مثلاً على أهمية هندسة التقاطعات والشوارع وأثرها على مرونة السير: تقاطع طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بالرياض مع طريق الإمام تركي بن عبدالعزيز الأول لمساره من الشرق إلى الغرب بطريق الإمام، فالسيارات تكاد تشتبك من تقاطعه مع التخصصي إلى تقاطعه مع الإمام تركي في أوقات الذروة، وهذا حله الهندسي مُيسر، فلو تم جعل السيارات لا تتجه على طول إلى جنوب طريق الإمام تركي بحيث يكون التقاطع مفتوحًا ويتجاوزه السائق إلى الغرب ليلتف مع الدوار الذي بعد بوابة جامعة الملك سعود يسارًا «شرق» إلى تقاطع تركي ثم يذهب يسارًا «جنوب» دون توقف، فهذا سيقلص من عرقلة السيارات الكبيرة بهذا التقاطع.
***
3/ تنظيم الإشارات المرورية..
وهذه مسؤولية المرور، والتنظيم يأتي:
أ/ تحديد الوقت للمسارات.. حسب كثرة السيارات بكل مسار وحسب أوقات الذروة والتقنية تساعد الآن على هذا التنظيم.
ب/ استخدام الموجة الخضراء. بحيث عندما يسير السائق بسرعة محددة تكون إشارات الطريق أمامه خضراء.
***
وبدون هذا التنظيم لن تتحقق مرونة السير ويتوفر الوقت بدلاً من وقوف السائق عند الإشارة، وسأضرب مثلاً رأيته شخصيًا بطريق الملك عبدالعزيز بمحافظة عنيزة والذي توجهه الرئيسي شمالاً وجنوبًا، فقائد المركبة - مع الأسف - يتوقف عند كل إشارة سواء اتجه جنوبًا أو شمالاً، وهذا بسبب غياب تنظيم الإشارات فيه.
***
ج/ تعميم عداد الثواني بكل إشارات التقاطعات، وهو مفيد جدًا لعدم قطع الإشارات، بحيث يعرف السائق متى بالضبط ستضيء الأحمر فيساعده ذلك على الانضباط، وهذا من شأنه أن يقلل من قطع الإشارات فضلاً عن تحقيق السلامة بالتقاطعات، وما أغلاهما من هدفين واللذين يتمان بتكاليف متواضعة.
هنا نتطلع تعاون الشؤون البلدية «الأمانات والبلديات» مع الإدارة العامة للمرور بتحديد مواقع الازدحام والحوادث بحيث تتم معالجتها مع البلديات.
أدام الله السلامة على الجميع.