فهد بن جليد
افتتاح أول مطعم لاستنساخ الأطعمة والمشروبات في الشرق الأوسط بالرياض، يؤكد على أنَّ ابتعاث الطلاب السعوديين للدراسة في الخارج لا يعني الحصول على الشهادة فقط، بل إنَّ نقل الثقافة والتقنية المُفيدة والعودة بها للمملكة مطلب ودور مُنتظر من أبنائنا وبناتنا في الخارج، الشقيقان فارس وعبد الله آل رشود لم يكتفيا بالعودة من الابتعاث بشهادة الهندسة، بل عادا من اليابان بهذه الثقافة والتقنية ليفتتحا في المنطقة أولَّ مصنع من نوعه يتم فيه استنساخ كل أنواع الطعام من (المفطح) وحتى (حبة الفول) بتقنية الـ3D على أيدي شبان وشابات سعوديين ويابانيين وأجانب تم تدريبهم لهذا الغرض، فهو يستقبل (الطلبات) من مختلف دول المنطقة، بل وحتى من اليابان نفسها التي عرفت التقنية منذ عشرات السنين، ما يفرق المطعم السعودي عن غيره من مستوردي الطعام المنسوخ، أنَّه يقوم بإعادة تقديم الطلب والوجبة بكل تفاصيلها، فهو يجمع بين البرجر والجريش والقرصان والحلويات وحتى المشروبات.
أهمية التقنية تكمن بالمُساهمة في التقليل من هدر الأطعمة خصوصاً تلك الوجبات والنماذج التي يتم عرضها في المطاعم والبوفيهات والمقاهي أمام (أعين الزبائن) لمعرفة شكل الطعام أو الكيك أو الشكولاتة ومن ثمَّ يتم التخلص منها في نهاية اليوم وهكذا، إضافة للأطعمة والبوفيهات التي يتم إعدادها للتصوير في الأفلام والمسلسلات وغيرها، وهي ثقافة مُنتشرة في نحو 80 % من المطاعم والمقاهي في اليابان، واليوم نحن نتحدث عن أكبر 15 شركة أغذية ومطاعم سعودية وعالمية وشعبية تعمل في المملكة تُطبق هذا النوع من التسويق، لوقف هدر الطعام والتقليل منه، مع تحفيز العملاء أكثر على الشراء.
العين تأكل قبل الفم أحياناً، ووضع نسبة كبيرة من المأكولات والمشروبات أمام أعين الضيوف ليس الهدف منه الأكل بقدر ما هو إظهار الكرم والحفاوة والترحاب، لذا أتوقع مع انتشار تقنية وثقافة استنساخ الطعام سعودياً وتعرُّف الناس عليها، أن نشهد مُستقبلاً استنساخ (بوفيه كامل) بكل ما لذ وطاب من أصناف الأكل والشراب والحلويات أمام (أعين الضيوف) في المناسبات والأعراس، ووضع أطباق مُحدَّدة فيها طعام حقيقي للأكل على الطاولات، لمنع الهدر والتبذير، وتجاوز عقدة الكرم برمي الطعام في الحاويات.
وعلى دروب الخير نلتقي.