سلطان بن محمد المالك
الوقاية هي الغاية، السلامة الوقائية، الوقاية من المنزل، السلامة أولاً؛ جميعها شعارات وحملات توعوية تطلقها بين حين وآخر المديرية العامة للدفاع المدني في سبيل التوعية بحماية الأرواح والممتلكات. والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل مثل هذه الحملات التوعوية كافية للناس ولحمايتهم؟. لا أعتقد ذلك!
أنماط وسلوك حياتنا تتغير سريعًا، والوسائل التي نستخدمها في تسهيل أمور معيشتنا تتنوع وتتغير والناس في معظمها تذهب مع هذه المتغيرات حتى وإن كان بعضها مخالفًا لبدهيات السلامة. ما ينقصنا فعلاً هو نشر ثقافة السلامة في منازلنا، مكاتبنا، مجتمعنا ككل. نحتاج أن نكون أكثر اهتمامًا بوسائل السلامة وتطبيقها.
الأسبوع الماضي استضافت الجمعية السعودية لكتاب الرأي في ديوانيتها معالي الفريق سليمان العمرو مدير عام الدفاع المدني وبعض كبار المسؤولين في المديرية، كان اللقاء رائعًا ثريًا وغنيًا بالمعلومات التي ذكرها معاليه وزملاؤه.
جهود وأعمال كبيرة جدًا يقوم بها الدفاع المدني في سبيل حماية الأرواح والممتلكات. رائع جدًا منا سمعناه من تقدم المملكة في مجال السلامة وتفوقها على العديد من الدول. أشيد بتميز الزملاء في الدفاع المدني من خلال مواكبتهم للتقنية وتوفير تطبيقات رائعة للأجهزة المتنقلة تسهل للجميع آلية التواصل مع الدفاع المدني بشكل سهل وسريع عند الإبلاغ عن الحالات الطارئة ومن أبرز هذه التطبيقات (فزعة، وسلامتي).
لا أحد يختلف أن الحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات هي مسؤولية الجميع، وتشمل الأفراد والمجتمع والحكومة والمنظمات الصحية المعنية، ومن الخطأ ربطها فقط بالدفاع المدني وأفراده. وقلة الاهتمام بالسلامة غالبًا نكون نحن سببها، فالتوعية بالسلامة والوقاية من الإصابات يجب أن تكون من الجميع من الأسرة في المنزل ومن المدرسة ومن وسائل الإعلام المختلفة ومن الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة. وفي كثير من الدول نجد أن الاهتمام بالسلامة ليس مهمًا فقط لحياة الأفراد بل مهم كذلك لبناء المجتمع ولتقدم الدول واقتصادياتها.
وكل ما أدركنا ذلك الخطر وتعاملنا معه بالشكل السليم، وتجاوبنا مع البرامج التوعوية التي تقدمها مديرية الدفاع المدني والجهات الأخرى، كلما استطعنا أن نشارك في خدمة المجتمع وأفراده من خلال بناء مجتمع أمن وسليم يخدم الوطن ويحقق تطلعاته.
فليكون شعارنا دومًا أن السلامة والوقاية مسؤوليتنا جميعًا.