رمضان جريدي العنزي
على المرء أن يدرك أن الحياة ليست كلها سهلة، ولا هينة، ولا لينة؛ فيها الكثير من المشقة والتعب والعناء والمعاناة والكدر والهموم والمحن.. يشعر المرء فيها أحيانًا بالبؤس واليأس والحزن والإحباط والصدمات والألم.. فيها الكثير من الدروس والمفاجآت والعِبَر.. فيها الابتلاء والأمراض والأسقام والأوجاع والمصائب.. فيها الكثير من الضغوط النفسية والأسرية والاجتماعية والعملية.. فيها الفَقْد والخسارة والخوف والفشل.. بالتأكيد هذه الضغوط تستهلك من الإنسان الكثير من التفكير والأرق والجهد. أحدهم يبقى أسيرًا لها، والآخر يستطيع معالجتها والانفكاك منها، وهذا هو الصحيح والسليم؛ فالإنسان العاقل الواعي المدرك لا يستسلم للضغوط النفسية مطلقًا، بل يبادر بشتى السبل والطرق للبحث عن الحلول الناجعة الناجحة، والخروج من بوتقة المشاكل والظروف والضغوط والأوضاع القاسية.
إن أسلوب التفكير الإيجابي، والابتعاد عن الأفكار السوداوية، وأخذ رأي الآخرين أصحاب المعرفة والعلم والخبرة والتجربة، يُعدُّ عملاً راقيًا وذا مردودات إيجابية غاية في السلامة. إن عملية إدارة الحياة، وحل المشاكل، وتفكيك المعاقات، تحدُّ جدًّا من تلك الضغوط النفسية، وتقلل من اليأس والإحباط. إن العزلة والابتعاد عن الناس وعدم مشاركتهم، والبُعد عنهم، وتضخيم المشكلات، والظن والريبة والشك، والاعتقاد بأن الحياة قاسية، والمشاكل لا تحل، والضغوطات دائمة، والظروف معتمة وحالكة، والتفكير الدائم بالسالب والسيئ، كل هذا يزيد من المشاكل والضغوط، ولا يسهم في تخفيفها أو الحد منها. إن ضغوط الحياة كثيرة ومتعددة، ولها تشعبات كبيرة وتنوعات.. وعلى الإنسان العاقل الحكيم أن يتعايش معها، وذلك بفتح أبواب الأمل، ونوافذ الحلم، ولا يستسلم للضغوط أيًّا كانت، وكيفما كانت وصارت. على الإنسان أن يكون إيجابيًّا، ذا نظرة تفاؤلية، وأن يبتعد عن النظر للحياة بمنظور سوداوي قاتم.. عليه أن يفتح نوافذ الحياة بثقة وتفاؤل وثبات، ولا ييأس مهما كانت الظروف والمشكلات والطوارئ.. عليه أن يصبر ويعزم ويصرُّ على التغير نحو الأفضل والأحسن.. عليه أن يروض نفسه دائمًا بأن القادم أحلى وأجمل وأبهى.. وعليه أن يعرف أن الحياة بمجملها قصيرة، ونهايتها مثل لمح البصر، وستنتهي، ولا تستحق هذا العناء النفسي والمكابدة والمشقة والعيش في همّ وغمّ وحزن وتشاؤم ونفور وتوجس ومشاكل.. عليه أن يحيا السلام والطمأنينة؛ ليعيش بسلام، ويحيا بطمأنينة.