د.عبدالعزيز العمر
بيسا لمن لا يعرفها هي دراسة دولية، تشرف عليها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) التي تتخذ من باريس مقرًّا لها. ويأتي التعليم وتطويره على رأس اهتمامات هذه المنظمة. وتمثل ذلك الاهتمام في تنفيذها برنامجها الشهير «البرنامج الدولي لتقويم الطلاب»، وهو برنامج يتقصى إنجازات طلاب دول عدة كل ثلاثة أعوام. قبل فترة وجيزة قدمت «بيسا» للعالم تقريرًا عن إنجازات الطلاب في بعض الدول، وكانت بلادنا من بين تلك الدول. وكان من بين ما كشف عنه تقرير هذه المنظمة تدني وتواضع إنجازات طلابنا في مجال القراءة. والقراءة كما يعلم الجميع تشكِّل أهم مفاصل التعليم، بل هي عصب رئيس في أي نظام تعليمي. والواقع أننا لم نكن نحتاج أصلاً إلى شهادة من بيسا لكي نعرف ونقتنع بأن مستوى طلابنا في القراءة ضعيف ومتدنٍّ. أذكر في هذا الشأن أنني وجهت إلى ثلاثة وزراء تعليم سابقين عبر هذا المنبر ثلاث رسائل، أشير فيها إلى أهمية أن تتدخل الوزارة عبر برنامج إنقاذ، ينتشل طلابنا من مستواهم القرائي المتهالك الحالي. وأذكر تحديدًا أنني قلت لكل منهم إن كشف ضعف طلابنا القرائي لن يتطلب من معاليكم أن تشكِّل فريقًا بحثيًّا أو لجانًا لتتقصى هذا الأمر. الأمر لن يكلفك أكثر من أن تأخذ معك قصاصة من هذه الجريدة، وتتوقف وأنت في طريقك إلى مكتبك عند ثلاث مدارس، ثم تختار بشكل عشوائي طلابًا يقرؤون لك ما في هذه القصاصة. أنا على يقين بأن طلابنا سيكشفون لك عن مستوى قرائي يقلقك.