د.عبدالعزيز الجار الله
خلال عام 1439هـ وحتى الآن تم تحصين وردم عدد 909 آبار مهجورة في مناطق: الرياض ومكة المكرمة وتبوك وحائل. هذا ما كشفته وزارة البيئة والمياه والزراعة، لحماية وسلامة الأرواح والممتلكات، والحد من تلوث طبقات المياه الجوفية. ويتبقى خطوات أخرى في مناطق: المدينة المنورة والقصيم والجوف والشرقية والحدود الشمالية وعسير ونجران وجازان والباحة. وهي مناطق زراعية وواحات تكثر فيها المزارع والاستيطان القديم الذي كان يقوم على الآبار والعيون والأفلاج والقنوات المحفورة في أعماق الصخر، أو القنوات المكشوفة.
هذه الخطوة من الوزارة تعالج حماية الأرواح والممتلكات وتلوث المياه الجوفية، وهي بلا شك تحافظ على ما سبق ذكره من مناطق، وتحمي الطبقات الحاملة للمياه من تلوث مياه المجاري والمتسربة من الصرف الصحي وبالتالي تلوث الطبقات الحاملة للمياه العميقة، وطبقات الآبار الجوفية، والآبار القريبة من السطح، لكننا سنفقد طرازاً معمارياً آثارياً فريداً في المستوطنات القديمة، نفقد وندمر:
- العيون والآبار التي كانت سائحة وحولها مباني لها طرز معمارية.
- برك طرق التجارة القديمة، وطرق دروب الحج والتجارة مثل طريق الحج البصري ودرب زبيدة، ودرب الفيل وطريق الحج المصري والشامي، ودرب البحرين الأحساء الخرج وحجر اليمامة الرياض.
- تدمير القنوات المائية المحفورة في الصخر والمكشوفة والأحواض والسدود وآبار حصد المياه.
لذا يتطلب أن يرافق فريق ردم الآبار فريق عمل من هيئة السياحة أو من وزارة الثقافة لتحديد المواقع الأثرية على طرق الحج والتجارة والمستوطنات القديمة والواحات التاريخية والمواقع الأثرية. وفِي حالات يمكن تصويرها وتوثيق ورسمها أو نقلها قبل عملية ردمها وإزالتها ورسم خرائط للموقع وتصورها جوي.
إذاً الأمر ليس كما يتوقع من ردم آبار دون التواصل مع جهة الاختصاص والمعنية للمحافظة على الآثار والتراث والممتلكات الثقافية.