أتيت البحرين لكي أحتفل بروايتي (ويغني لي يا كاثرين). وجدت البحرين الجميلة تحتفي بي، وتغني لي. كانت ليلة نجمية ساحرة، طوقت البحرين، واستقرت في الرفاع حيث مركز الوجيه المثقف عبدالرحمن كانو الثقافي. كثيرًا ما فكرت كيف ستكون احتفالية ليلة التدشين في البحرين؛ لأنني أعلم أنني سوف أكون أمام جمهور مثقف وجمالي، جمهور فن. وكما توقعت، لم يكن الحضور فقط كتّابًا وشعراء، بل حضر الفن. والكتّاب والشعراء في البحرين يتعاطون مع الأدب كفن، وهذا ما يحدث في الأمم المتقدمة.
كان المكان مرتبًا، وبه روح حميمية: السجاد الأحمر الذي يغطي القاعة، الأبواب الزجاجية الأنيقة، وقبل ذلك الوجوه الباسمة. وبدأت الاحتفالية التي حرصت أن تخرج من رتابة فعاليات تدشين الكتب المعتادة، وتكون ليلة مفعمة بالحياة؛ فبدأت بتقديم مديرة الأمسية الكاتبة الروائية ندى نسيم التي منحت الليلة منذ اللحظة الأولى وهج حياة، وبدأت الأسئلة حول تجربتي في كتابة الرواية، وعلاقة الرواية بقضايا المرأة. وبين ذلك حضرت أغنيات الرواية، فكانت البداية مع الأغنية التي افتتحت بها الرواية، وهي أغنية للفنان محمد عبده. كما تجلى اللعب الشهري، الفن الذي دلل المرأة. ظهرت مداخلات جميلة، أثرت الاحتفالية وأثرتني. تناولت المشهد الروائي النسوي لدينا، وكيف سيكون بعد اتساع تمكين المرأة. عبرت بي المداخلات أيضًا إلى تأثير الشعر والترجمة الأدبية على كتاباتي، ومرَّ الحوار بالجوائز الأدبية، وفاجأني سؤال عن مشروعي (ترجمة لآلئ من الأدب السعودي).
انتهت الاحتفالية على أنغام سامرية شمالية، غطت ليل البحرين بنسائم حب عليلة. فشكرًا لبحرين أصدقائي الجماليين والرائعين بمركز كانو الثقافي، شكرًا لبحرين قاسم حداد، شكرًا لبحرين فتحية العجلان، شكرًا لبحرين أحمد الجميري، لبحرين الفنون الأدبية الباذخة.
وشكرًا لبحرين هي أكثر من بحرين.
- تركية العمري