ثمانية وعشرون حرفا موعدها ديسمبر؛ ففي الثامن عشر من الشهر الأخير في السنة الميلادية يحتفي العالم بها وتحتفي هي بمكانتها وثباتها منذ مئات السنوات، يرونها لغة المدارس والكتب والمجلات وترى نفسها هبة السموات، تولد في قلبي ولا تموت على شفتي تجري في شراييني مع كريات دمي، لا ضاد في غيرها ولا عقوق أبنائها يعيق سيرها، لغة النخبة يسمونها وأسميتها نخبة اللغات. موسومة بالبهاء والبهاء وسمها، لقواعدها خطة مرسومة والإملاء رسمها، وافية وفية لا تقطع من قطع وصلها، كريمة كأهلها تقرض وتقترض بيد أنها ثابت أصلها، كل الفصول فصولها وكل أيام العام لها، وضع نقطها الدؤلي وأغرقها بالبحور الخليل، أما سيبويه القائل: «الله أعرف المعارف»؛ فقد رفع الله قدره حتى أصبح كل ثناء يرسل إلى روحه قليل القليل، هنا لا شيء يهمني فأنا هنا أحاول العبث بالأصوات أهمس وأجهر بحبها بل أحاول الكتابة والكتابة فقط؛ السر في حضرتها بوح والبوح سر، أكتب وأكتب حتى خيل لي أنني في حصة التعبير والموضوع حر، اسمية وفعلية أو شبه جملة مهمتي جمع الجمل ورصف التراكيب ثم هدمها كي أعيد البناء، عربية هويتي والعروبة انتماء.
قطرة مطر:
اللغة؛ أن تعرفني من صوتي قبل أن تراني.
** **
- مريم الخالدي