كل صمت قد يحمل لك إشارة عريضة أن استقبلها بمنأى بعيدًا عن سطحيتك، قد يحتمل أن يكون الصمت من الأنواع التي لا تطاق من الشعور.
إن الإنسان إذا لم يفصح عن صمته حملته الأنفس المتقاضية للفضول والتحقيق على أوجه متعددة من الأقوال الصحيحة والخاطئة وقد يجد نفسه مضطرًا أن يصرح بأن الصمت الذي يمر به له أسبابه الشخصية!
الصمت يعلمنا أن ننظر إلى أبعد مما نرى، لو قيدنا أنفسنا بقراءة لا تتعدى مستوى ما نراه ستموت الكثير من أوجه الحقيقة عنا. هناك الكثير مما يمكن للصمت أن يعلمه أيانا، فربما إن الانسان صامت منكفأ على نفسه لن يطيق مثل هذه الانكسارات الداخلية.
هناك أسرار ليس بالضرورة أن يدرسها لنا الصمت بالكلام المشاع لابد من إعمال العمق لاستخراج مثل هذه الإشارات لأنها تجعل الفرد يرتقي نحو صعد جديدة للوجود.
على المرء في ساحة الصمت أن ينطلق من مكان ما، وأن يرتب في مساحاته الساكنة أشياء حياته سواء كانت أشياء مدخرة تافهة أو غالية.
الصمت وإن كان صمتًا فهو عبور من تقارب إلى تقارب آخر أشبه بأن نكون رغم إرادتنا فيه منفيين أبديين نفعل الفعل الفطري في الحياة وهو الانتظار.. نرتقب فقط.!
هذا ونحن على هذا الصعيد يمدنا الصمت بشيء من الاغتراب العصيّ على التعريف وفي الوقت نفسه يطلعنا على معرفة عميقة لآفاقنا الداخلية.
الصمت طفرة قد تحدث في حياة الفرد مرة أو مرتين وقد تكرر للأبد، لكن الطفرات غالبًا ما تكون تحولات فجائية لها آفاق جوهرية يلتقط منها الإنسان كل ما يجعله يفهم في هذه الحياة أكثر.
** **
- رباب محمد