سهوب بغدادي
أماني بك يا رب ثم بك يا أب، تزخر المعاني والكلمات والأبيات في حب الأب وعظيم شأن تواجده وظله. عن الحب غير المشروط أتحدث وأبوح للعالمين. فمن الشخص الذي إن طلبت منه نجمة أتى لك بالسموات وما فيهن؟ إنه الأب. لو كان أباً سيئاً، لما كنت في حيرة من أمري اليوم، بل فاق كل المعايير وقطع وجاب كل الدروب إلى قلبي لكي يتركني بعده أسيرة. نعم، أنا أسيرة رجل واحد علّمني كيف أحب، والأهم من ذلك كيف أتلقى الحب، فلن أكل أو أمل حتى أجد من يرتقي إلى مكانة مقاربة لمكانته، مع يقيني بأن سنيني ستمضي وأنا على حالي باحثة عن كنز لقيته منذ أول أيام حياتي، ولكنني طمعت في أن أجد كنزاً آخر للاستزادة، إنها النفس البشرية الجشعة! لماذا بحثت خارجاً وكان لدي كل ما أريد وسأطلبه يوماً؟ كيف بقلب أن يزهر وينزف في ذات الوقت؟ فنزيف قلبي المنهمر يغذي ما غرسته يا أبي سابقاً. أعلم بأنني سأعود إليك عقب خيباتي وستحزن على ما نالني من بعدك، ثم تمعن بعدها في مواساتي وأنهل من حبك وعطفك، أنت لا تساعدني بذلك! كم أتمنى أن أقول لك بأن تتوقف عن حبي بهذه الطريقة المميتة، إلا أنني حتماً سأنتهي عندما تنتهي. غفر الله لموتانا وموتاكم وحفظ الحفيظ والدينا ووالديكم، ومتعهم وإيانا وإياكم بالصحة والعافية والعمر المديد السعيد، وألهمنا سبل برهم في الدنيا والآخرة.
(لن أنتهي يا أبي عن حبك حتى ينتهي وجودي).