أثبتت المملكة العربية السعودية للعالم بأسره دورها الريادي في إدارة الأزمات والمخاطر الدولية وإعادتها استقرار أسواق النفط بسرعة مذهلة بعد الحادث الإرهابي على «أرامكو» في بقيق، لأن هذا العمل الإجرامي الجبان الذي تسبب في ارتفاع أسعار النفط بنسبة تقارب 20 في المئة، وهو أكبر ارتفاع وقع في يوم واحد منذ حرب الخليج في عام 1991، لم يستهدف فيها المملكة فحسب بل يستهدف الاقتصاد العالمي كون شركة أرامكو تغذي دول العالم المستهلكة بالنفط كونه يعتبر البترول ضرورياً لعدد كبير من الاحتياجات البشرية، ويعتبر أحد مصادر الطاقة التي تحتاجها الدول المستهلكة.
ويتبلور دورها الريادي في إدارة الأزمة بتكثيف جهودها لإعادة إمداد البترول، ففي هذا الإطار صرح وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة استعادت القدرة الإنتاجية للطاقة بعد الهجوم على منشآت شركة أرامكو. فهي دلالة على قدرة المملكة على إدارة نقص الإمدادات بكفاءة عالية، وطمأنت الأسواق والمتعاملين حول وفرة الإمدادات، وإدارة الأزمة بشكل احترافي كون المتضرر في المقام الأول هو الاقتصاد العالمي.
وبالأدلة والبراهين اتضح ضلوع إيران في هذا العمل الإرهابي في هجمات أرامكو، فقد كشفت أمام العالم بأسره، وبات عدواناً مباشراً وصارخاً على القانون الدولي قبل أن يكون عدواناً على المملكة العربية السعودية، فإن هذا العمل قد زاد إيران في عزلتها وباتت أكثر عرضة للعقوبات الدولية.
دور دبلوماسيتها على حشد تأييد العالم لمصلحتها وذلك عقب إدانة دولية لأغلبية الدول بعد الهجوم الإرهابي على أرامكو، وقد وصفه المجتمع الدولي بالهجوم الإرهابي والعدواني على السعودية، كما أن حكمتها ودبلوماسيتها الهادئة والمتزنة جعلت دورها ريادياً في إدارة الأزمة الدولية دون التهور والرد على العمل الإرهابي في حرب عبثية.
ختاماً قدرتها على تأمين الإمدادات النفطية للعالم تحت أي ظروف كانت، وأن أمن الاقتصاد العالمي واستقراره يؤكد دورها الدائم في إدارة الأزمات الدولية بشكل إيجابي وأكثر نضجاً وهو المعروف عن سياستها بالاتزان والحكمة.