إن الوحدة بين أفراد وأبناء الشعب السعودي هي أساس وركيزة الوطن القوي، فبهذه الوحدة يتم ترسيخ مبادئ وقيم العدل والخير والمساواة، كما يساعد ذلك على دعم أسس وروابط المحبة بين أبناء الشعب السعودي فبلادنا الطاهرة كبيرة في مساحتها وكبيرة في مكانتها بين بلدان العالم وكبيرة في عقيدتها كما إن فعل الخير له أركان توضع قواعده وأسسه داخل النفس البشرية، فلا شك أن القوة الحقيقية لأي شعب من الشعوب هي مقدار تلاحم هذا الشعب بعضه مع بعض وتمحوره حول الوطن واتفاقه على الأسس الوطنية، ومن أبرزها أن جميع المواطنين في صف واحد لبناء وطنهم والمشاركة الحقيقية في بنائه والدفاع عنه وتقدّمه، وكذلك مقدار التعاضد بين أبنائه.
إن ما جعلني أخوض بموضوع الوحدة بين أبناء الشعب السعودي الكريم, ما فعله الشيخ خلف كساب الجعفري العنزي تجاه مواطنة عربية من أصول سعودية مما يبرهن على أصالة أبناء الشعب السعودي، فحقاً أبناء سلمان كأسنان المشط, هم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء, فسواء كنت بالمملكة أو خارجها بالمشرق أو بالمغرب حين تستغيث ستجد من يفزع لك من إخوانك, فبالأمس القريب استغاثت امرأة عربية من أصول سعودية تعيش بتركيا من قبيلة عنزة, تعاني وتصرخ من ضيق الحال حتى إنها كانت معرّضة للتشرّد بالشوارع لعدم دفع قيمة إيجار السكن الذي يأويها وأولادها, فما كان من الشيخ خلف وابنة وطنه تستغيث. إلا أن يلبي النداء وقدَّم يد العون, بل تعهّد بتخصيص راتب شهري من راتبه الخاص حتى تتحسَّن أمورها.
إن بلادنا -ولله الحمد- بلاد الإصلاح والرأي والتسامح والتعاضد، ولعلي استشعر كلمات الأمير خالد الفيصل «ارفع راسك أنت سعودي.. طيبك جاوز كل حدودي». إن وحدة المجتمع السعودي عبر العصور والتاريخ هي أهم ما يميز هذا الوطن عن غيره من الأوطان، إن المملكة عظيمة بشعبها الأصيل، شعبها الذي حافظ دوماً على وحدتها وحافظ عليها من أي عدوان غادر، لقد سالت على تراب هذا الوطن العظيم دماء الكثير من الشهداء بالحد الجنوبي من أجل الحرية ورفعة وتقدم هذا الوطن.
إن أبناء المملكة العربية السعودية سيظلون دائماً في رباط إلى يوم الدين في ظل قيادة حكيمة وشعب يعي كيف يكون التآخي والترابط بين أبناء الوطن أبناء الجسد الواحد. حفظ الله المملكة وشعبها.