ميسون أبو بكر
سأكتب بعيدا عن بعض الممارسات والتجاوزات القليلة جدا التي قام بها البعض، لأنني سأتحدث عن واقع وعن سمة بارزة في مجتمعنا السعودي، وعن فئة رجال الأمن بشكل خاص، وإن مشاهد ومقاطع يوتيوب وصور انتشرت في موسم الحج بصفة خاصة وعبرت القارات لعلها شافية ووافية لتحكي عن الواقع الأمني والإنساني لهذه الفئة التي يقع على عاتقها مسؤولية حفظ الأمن وحماية المجتمع.
أتحدث عن أفراد من الأمن تحكمهم عادات وتقاليد نشأوا وتربوا عليها ثم ثقافة مجتمع هم جزء داخل إطاره الكبير، وأولاً وآخراً هم يدينون بالإسلام دين السلام وشريعة الإنسان والحياة الذي يحفظ الحقوق ويعاقب المسيء ويجزي المحسنين، وبلاد الحرمين الشريفين نموذج عالمي يحتذى به.
الندوة التي أقامتها الإدارة العامة للشؤون القانونية والتعاون الدولي في وزارة الداخلية بنادي الضباط بالرياض قبل أيام بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان كانت ندوة فتحت أفق الحديث والتفاعل مع المشاركين حيث كسرت نسق الجمود في الندوات التقليدية وطرحت عنوانا مهما: «الأمن حق إنساني»، وأستطيع معك عزيزي القارئ أن نشعر بحقيقة هذا العنوان ونحن نعايش هذا المصطلح بكل تفاصيل حياتنا وبما أنعم الله علينا من نعمة الأمن والأمان والتي لا ننفك نردد «الله لا يغير علينا»، هذه نعمة من الله عز وجل وبجهود رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يعملون في المجال الأمني بكل تصنيفاته براً وجواً وبحراً، وفي وطن تعدل مساحته قارة، وحدوده مترامية الأطراف يحدها الأصدقاء وبعض من الأعداء مترصدين على جبهات مجاورة.
الأمن سمة سعودية.. والإنسانية وجدناها في رجال الأمن وحرصنا في الآونة الأخيرة على إبرازها، موسم الحج كان نموذجا صادقا لإنسانيتهم في صور عديدة التقطتها عدسات بريئة وعشوائية.
أنا كامرأة كم يشعرني بالأمن وجود رجل الأمن أو حتى مرور السيارة في الحي أو الشارع، وهذا مؤشر على السلوك الإنساني الراسخ في ذهني من قبلهم.
الأمن أساس التنمية كما ذكر معالي د. عبدالله الأنصاري وهو حق إنساني، واهتمام المملكة بحقوق الإنسان تتسق مع منهجها الذي تستمده من الشريعة الإسلامية، ومن صميم رؤيتها التي تعتمد على ترسيخ قيم العدالة والمساواة والنزاهة وحقوق الإنسان لإنجاز أهداف التنمية المستدامة».
الدول العظمى التي تعتبر جزءا من اتفاقيات حقوق الإنسان وتطالب بها شهدنا قصصا مرعبة عن أمنها وعدم أهلية بعض رجال الأمن وتداولتها الأفلام كظاهرة، بينما تسرع المملكة الخطا إلى تحقيق أمنها وتأهيل رجال الأمن حيث أشار معالي اللواء منصور التركي بمداخلته.
كان القانون الإسلامي من أول القوانين في العالم الذي منع التعذيب وإهانة الإنسان، لذلك لم تتعارض معه القوانين الدولية وهذا ما أشار له في مشاركته د. عبدالوهاب الهاني الخبير في الأمم المتحدة، وهناك ما زال الكثير الذي يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع عليه عبر حسابي في الفضاء التوتري من فيديوهات سجلتها ويمكنها أن تنقل الصورة بشكل أوسع.
تحية للسيدة غادة الإبراهيم مدير عام حقوق الإنسان بوزارة الداخلية التي استقبلت الحاضرات والمشاركات بالترحاب والشرح والتي في حضورها نموذج حي لنيل المرأة لحقوقها وتمكينها.