محمد المنيف
يتفق معي الكثير على أن المسابقة التي حملت اسم ضياء عزيز، تعد بادرة وطنية بأضلاعها الثلاثة.. بدأت بدعم من مؤسسات غير ربحية ممثلة في مؤسسة ليان الثقافية التي تحمل اسم ابنة الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود الذي يرأس مجلس إدارتها ثم مؤسسة الزاهدية التي يمتلكها الأستاذ طلال زاهد وحرمه، وصولاً إلى اسم ضياء عزيز الرمز الريادي في الفن التشكيلي، فمثل هذه المسابقات لو تكاثرت وتعددت أسماؤها أجزم بأنها ستجد قبولاً وترحيباً بين التشكيليين والمجتمع الثقافي والرسمي، فالمسابقات التي تحمل أسماء رموز ثقافية وفنية ليست مستغربة منها ما يبادر به مانحيها بحملها أسمائهم، ومنها من تقوم به المؤسسات الرسمية وكلاهما مهم ومؤثر ومحرك للأوساط الإبداعية كل في مجاله.
وما قام به الفنان ضياء عزيز بتخصيص جائزة باسمه يدفعنا للتساؤل عن جوائز أخرى يمكن أن يقوم بها أبناء وبنات لآبائهم من الفنانين الذين رحلوا توثق دورهم وتذكر بهم، مثال ذلك جائزة الفنان عبدالحليم رضوي، وجائزة الفنان محمد السليم، إلى آخر المنظومة من الرياديين الذين قدموا جهوداً كبيرة في وقت كان شحيحاً في فهم المجتمع لهذا الفن.. أجزم بأن هناك أعداداً كبيرة من الفنانين والفنانات يهمهم اسم الجائزة والفوز بها دون أي رقم مادي كما نرى ونسمع عن جوائز عالمية يفخر من حصل عليها بما تحمله من اسم.
ويمكن استعراض الجوائز منها جوائز الأدب والشعر والرواية وأخرى للفنون المرئية والمسموعة، البعض يمنح فيها دروعاً أو أوسمة أو شهادات مرفقة بمبالغ مادية غالبيتها حكومية، منها على سبيل المثال، وسام الملك عبدالعزيز الذي يقدم للبارزين في مختلف الإبداعات الإنسانية: أدب، فنون، وثقافة، وجائزة الملك فيصل للبحوث التي تمنح لمن لديه تاريخ طويل قدّم فيه جهداً في مجاله، أثرى به المجتمع ووثق تاريخ أو برز في إبداع البحوث والدراسات، أما الجوائز الأخرى فهي التشجيعية غالبيتها دروع وشهادات تقدير.
أعود للقول إن مثل هذه الجائزة من أي طرف كان التي تمنح لمن يستحقها بقيمتها المعنوية أو المادية تعد محفزاً ودافعاً للحراك في أي مجال كان، لا يشعر بقيمتها إلا من منحت له.. فهل نسمع قريباً عن جائزة جديدة لفنان تشكيلي اقتداءً بجائزة ضياء عزيز؟