علي الصحن
سنوات طوال، وهم يرددون «العالمية صعبة قوية»، في كل مرة يعجزون فيها عن تحقيق شيء في الميدان ينتقلون إلى المدرج، ويرددون عبارتهم، حتى بعض (المحسوبين) على الإعلام، عندما يعجزون عن الحديث عن الهلال وإنجازاته، وتعييهم المقارنة، يرددون العبارة، ويتحدثون عن الجدارية، وعن الميدالية التي يقولون إن الفيفا قدمها (وعليها شعار ناديهم والتاريخ الهجري وباللغة العربية أيضاً)، ولاحقاً ظهرت القصاصات وقطع الأقمشة، عند الحديث عن المشاركة.
في تلك السنوات حقق الهلال أكثر من ثلاثين بطولة، والبطولة التي لا يحققها يكون منافساً قوياً عليها، لم يكن هناك أي مقارنة (بالأرقام) بينه وبين غيره، كانوا يظنون أنهم يشتتون الهلال ويؤثرون عليه وعلى طموحه، وهم في الحقيقة يهربون من واقعهم، لدرجة أن خسارة الهلال صارت بطولة لهم، والتاريخ يشهد ولن ينسى ما فعلوه لأن الفريق خسر نهائياً، لا يملكون أي طموح حينها -وربما إلى الآن- للوصول إليه!!
الهلال واصل مسيرته لا يلوي على شيء، ولا يتأثر من شيء، وسع الفوارق، وصنع الأرقام، حتى عاد إلى زعامة القارة الآسيوية، وحقق لقبه السابع، وصار ملء السمع والبصر في قارات الدنيا!!
قبل بطولة أندية العالم الدائرة الرحى هذه الأيام، ويشارك فيها الهلال، كان هناك من ينتظر ويتمنى إلغاء البطولة، يريدون تكرار ما حدث في البطولة التي ألغيت عام 2001، فكشفوا أنفسهم، وأكدوا حجم المرارة التي يلوكونها بسبب هذه المشاركة.
في النهاية تظل (العالمية) المزعومة مجرد مشاركة لا أقل من ذلك ولا أكثر، من قاموا بنفخها سنوات طوالا كانوا يريدون أن يصنعوا منجزاً يعتقدون أنه صعب على غيرهم، لذا نشاهد فرقاً عربية وعالمية شاركت في بطولة أندية العالم ولم تسبغ على المشاركة أكثر مما تستحق، ولم تجعلها إنجازاً تتكئ عليه سنوات طوالا، وتظن أنها ستتوقف عنده فقط!
الواثقون بأنفسهم لا تعني لهم البطولة أكثر من البحث عن حضور لافت يجعل فريقهم حديث الناس وهو ما فعله الهلال، أما من لا يثق بنفسه ويعرف صعوبة فعل ما يفعله غيره، فإنه يظل عند الأطلال ويردد أحاديث الذكريات والشوق للماضي، والمجد القديم والحبيب الذي ذهب ولن يعود، دون أن يفكر في صناعة مجد جديد، أو تجاوز نقطة معينة.
عندما شارك الهلال في بطولة العالم، خرجت بعض الأصوات التي كانت تردد (العالمية صعبة قوية) لتتحدث عن الزعيم وما يحصل عليه من ثناء وإشادة من جميع النقاد، في كل القنوات المتخصصة، وتتساءل لماذا كل هذا وماذا حقق الفريق حتى يتحدثون عنه بهذ الشكل، وأن في الأمر مبالغة. نقاد ومدربون لهم شنة ورنة، ظهروا في قنوات متخصصة يشيدون بالهلال ونجوم الهلال واحترافية إدارة الهلال، ثم يخرج مدير كرة سابق او مدرب لم يحقق أي شيء أو إعلامي لا يعرف كتابة مقال أو صياغة خبر... إلخ ليقلل من شأن الفريق، وبأسلوب وحجج مضحكة غريية، لا تعرف كيف وصلوا إليها، وكيف اقتنعوا بها.
(العالمية صعبة قوية) صارت في نظرهم عادية ولا تساوي شيئاً عندما شارك الهلال في بطولة العالم، وهم بذلك يريدون التقليل من مشاركته، لكنهم يشهدون له من حيث لا يعلمون.
الحقيقة التي نطقوا بها، أن الصعبة القوية، عند الهلال عادية، واسهل من (شربة ميه)...!!
- الإنجاز الحقيقي أن تكون بطلاً للقارة.