فهد بن جليد
نحن أمام (جريمة علمية) بحق جيل بأكمله، ونرجو من وزارة التعليم التدخل لمنع استمرارها لأنَّ ضرَّر (المُلخصات الدراسية) باختزال المنهج في صفحتين أو أكثر، وبطريقة أسئلة وأجوبة ليس هو التعليم الذي نبحث عنه وننتظره -بحسب فهمي - فنحن نُنادي بالبعد عن التلقين مثلما ننادي بالبعد عن الاختصار المُخل أو التطويل المُمِّل، جميعنا نعلم بأنَّ المكتبات والقرطاسيات ملأى هذه الأيام (بالمُلخصات الخاصة) التي تسبق انطلاق الاختبارات، هذه حيلة آخذة في الانتشار والتوسع -بطريقة مؤذية أكثر من ذي قبل- كونها تستهدف المرحلتين (الابتدائية والمتوسطة) بعد أن كانت في زمن ماض حكراً على (الثانوية والجامعية).
خطر (المُلخصات) فيه تهديد واضح لتأسيس الطلاب في هذه المراحل الدراسية الأولية الأساسية التي يفترض فيها مُضاعفة العمل والجهد بحثاً عن أفضل المخرجات التي على دراية وفهم وعلم، تستطيع به المُساهمة في مسيرة بناء الوطن وتنميته بتسلحها بالعلم والإدراك، لا بالقشور وحفظ نقاط مُحدَّدة لأغراض الشهادة والنجاح في الاختبار فقط، من يعتمدون هذه المُلخصات يتهرَّبون من مسؤوليتها بأنَّها جهد الطلاب أنفسهم فيما بينهم، فالأستاذ لا يكتبها باسمه ولا يشرف عليها، ولكنَّه على دراية بها في الغالب خصوصاً في المدارس الأهلية، التي تعتقد أنَّها بذلك تُيسِّر على الطالب وتسهل حصوله على نتائج مرتفعة -لا تعكس واقعه أو حقيقته- العلمية من باب كفاءة مُخرجات التعليم وتشجيع الطلاب والطالبات ومُساعدتهم بطريقة مشوِّقة ومادة علمية مُركَّزة، وربما أنَّ هذا السر في زيادة التسجيل والإقبال على مدارس أهلية بعينها.
بإمكانك استراق النظر في أي مكتبة أو قرطاسية بقرب منزلك لتكتشف كمية المُلخصات بأسماء المواد والمدارس - عيني عينك- أنا شخصياً مع إلغاء الهيبة المؤذية للاختبارات الدراسية، والتخفيف من القلق المُصاحب لها، وجَعلِها مجرَّد محطة تقييم ومعرِفة مدى فهم الطالب أو الطالبة للمحتوى العلمي، إلاَّ أنَّ ما يحدُث مع موضة المُلخصات الدراسية هو إخلال بمفهوم التعليم، يُنتج لنا جيلاً لا يملك المُحصِّلة العلمية المطلوبة، وإن حصل على شهادة دراسية، ولا أدلَّ على ذلك ممَّا يحدثُ عند اختبارات القدرات والتحصيلي.
وعلى دروب الخير نلتقي.