د. أحمد الفراج
تستعد ولاية أيوا الزراعية الصغيرة لافتتاح موسم الانتخابات التمهيدية الأمريكية، والذي سيبدأ بعد أقل من شهرين، وهذه الولاية لها أهمية تاريخية كبيرة، فمنها يبدأ الموسم الانتخابي، ونتائجها تعطي مؤشراً قوياً على توجه الناخبين، وقد صنعت هذه الولاية مفاجآت تاريخية لا تنسى، أبرزها عندما صعقت أمريكا والعالم، وزفّت باراك أوباما، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في عام 2007، ولا يزال هذا الأمر يحيّر المراقبين، فلم يكن أحد يتوقع أن تصوّت هذه الولاية لمرشح أسود، ومع أن أوباما حينها كان مرشحاً لافتاً ومفوهاً ووجهاً جديداً، استطاع أن يخترق مجتمع أيوا المحافظ، وينشر رسالته القويّة: «نعم نستطيع»، إلا أن تداعيات حرب العراق كان لها دور محوري وكبير في انحسار الثقة بالجمهوريين، ومقدرتهم على مواصلة قيادة الأمة الأمريكية، ففي سنوات الرئيس، جورج بوش الابن، الأخيرة كان الشعب قد سئم من الحروب وتداعياتها، وكان يتوق إلى مرحلة جديدة، وقد فهم أوباما ذلك، ولعب على هذا الوتر ببراعة شديدة.
الجميع ينتظر بداية فبراير المقبل، وما ستقوله ولاية أيوا، التي يرتفع صيتها كل أربع سنوات، ومن سوء حظ الديمقراطيين أن مرشحيهم هذه المرة ليسوا من العيار الثقيل، كما كان أوباما قبل 12 عاماً، فمن نائب أوباما، جوزيف بايدن، الشيخ الذي تسابقه أخطاؤه، فهو على النقيض من أوباما تماماً، إذ ليس له حظ من الكاريزما الجاذبة، كما كان بيل كلينتون وباراك أوباما، كما اشتهر بارتكاب الحماقات، التي لا يقدم عليها مرشح رئاسي، أما مقدرته على التواصل مع الجمهور فهي رديئة، رغم كل الأموال، التي ينفقها الحزب الديمقراطي على حملته الانتخابية، فالانتخابات الأمريكية يسيّرها المال والإعلام، ويحاول خصوم ترمب في الإعلام الأمريكي تجميل صورة بايدن، ولكنه لا يساعدهم في ذلك، ففاقد الشيء لا يعطيه، علاوة على هجوم ترمب الشرس عليه، وترمب لديه القدرة على التنمر بشكل يحطم أشرس الخصوم، وسنواصل الحديث عن بايدن وحظوظه في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.