عثمان أبوبكر مالي
قرار مجلس إدارة نادي الاتحاد السعودي بعد اجتماع (طارئ) للمجلس دعوة الجمعية العمومية في النادي للانعقاد في اجتماع (غير عادي) ينم عن أمرين مهمين: تذاكٍ إداري واضح، وثقة كبيرة في النفس (في الوقت نفسه)!
فلعلمها أن دعوة الجمعية العمومية من حقها، وهي من سيختار ويضع جدول أعمال الموضوعات التي ستناقش في الاجتماع؛ لأنها من دعت إليه. وهذا هو النظام حسب (اللائحة الموحدة للأندية الرياضية). وسيأتي أخذ القرار في نهاية الاجتماع في أي أمر يتعلق (بمصير) الإدارة واستمرارها من عدمه لمصلحتها، على العكس فيما لو كان انعقاد الجمعية (غير العادية) بطلب من أعضائها؛ إذ ستكون موضوعات جدول الأعمال من اختيارهم. والفرق كبير
من ناحية الثقة في النفس؛ فهو يتعلق بما قامت به من أعمال وخطوات في النادي وصرف مادي في أمور تتعلق بشؤونه وأوضاعه خلال فترة الأشهر الستة الماضية التي تسلمت فيها المسؤولية، وتعتبر كل ذلك يصب في مصلحتها (رغم أن الظاهر ورغم أن الغالبية لا يرون ذلك، ويفسر هذا الانقسام الكبير عليها، والمطالب المتعددة باستقالتها ورحيلها). وحتمًا ستقدم الإدارة في الاجتماع (إن عُقد) تقارير مفصلة عما قامت به من أعمال.
المؤكد أن تطلب أو تضع الإدارة خيار (الاستقالة الجماعية) أمام أعضاء الجمعية، وتطلب (الموافقة) عليها لإفساح المجال أمام ترشيحات (جديدة) وجمعية عمومية (عادية) لانتخاب مجلس إدارة جديد، إذا علمنا أن هيئة الرياضة أعلنت وترفض تمامًا أن يكون هناك (تكليف) مجلس إدارة لأي ناد، وستكون الإدارة عند ذلك مطالبة بالوفاء بالبند السابع (المسؤولية التضامنية) ماليًّا، وأرقامها تقول إنها أقل بكثير مما على النادي وينتظره في قادم المواعيد (في عامين على الأقل) من التزامات مالية (قديمة)، تعود إلى تاريخ ما قبل 30/ 6.
ذلك أمر (إن صح) فهو يعزز موقف الإدارة، وستحصل حتمًا على (مصادقة) أعضاء الجمعية، و(تجديد) الثقة فيها من جديد، وسيكون ذلك (دعمًا) معنويًّا قويًّا لها، ولكن ماذا لو اشترطت الإدارة في هذه الحالة أن يكون لها أيضًا دعم (مادي)، وأن يصادق على ذلك بكيفية (مكتوبة) ومعلنة، فهل سيوافق الأعضاء الذهبيون على ذلك؟
السؤال الأخطر من هذا في ظل هذه المعطيات المتوقعة على (ضوء قراءاتي) هذه: هل ستجد دعوة الإدارة موافقة أعضاء الجمعية العمومية خاصة (الذهبيين) على انعقادها؟ وقبلها هل ستجد الموافقة (الرسمية) المطلوبة؟!
كلام مشفر
- أستغرب ممن يطالبون إدارة الاتحاد بالاستقالة والرحيل فورًا، وتزداد الغرابة عندي عندما يكون مَن يطلب ذلك (اتحادي) مهما كانت الأوضاع والأحوال التي يعيشها النادي، (المبنية) على وضع فريق كرة القدم، وأعتبر ذلك بمنزلة صب مزيد من الزيت على النار لزيادة الاشتعال في النادي!!
- مصدر الغرابة هو أننا على بُعد أسبوعين فقط من الفترة الشتوية، فمن (العاقل) الذي سيأتي ويقبل مهمة رئاسة النادي في هذا الوقت، طالما ليس هناك تكليف؟!
- على العكس، إذا استقالت الإدارة في هذا التوقيت فسيكون الأمر عندي بمنزلة (الهروب الكبير)، وهي التي ضربت على صدرها، وأعلنت تحمل المهمة لأربع سنوات مع ما فيها من (مسؤولية تضامنية) بعد انتهاء فترتها الانتخابية، فهل من العقل مطالبتها بالرحيل فورًا بعد ستة أشهر من غير بديل مهما كانت الأسباب؟!
- على الأقل تتحمل الإدارة مسؤوليتها حتى انعقاد الجمعية العمومية التي دعت إليها، وهي لن تُعقد إلا بعد (الفترة الشتوية)؛ إذ يقرَّر موعدها (نظامًا) بعد شهر على الأقل من الموافقة (الرسمية)؛ وهذا يعني أن تكون الإدارة قد أتمت استقطاباتها للفترة الشتوية، وأصبحت واقعًا، خاصة إذا صح أنها بدأت العمل عليها قبل وقت كافٍ من الآن، ورصدت مبلغًا ماليًّا جيدًا، سيمكِّنها من تحقيق طلبات النادي، ويكون ذلك أيضًا مستقبلاً من التزاماتها التضامنية!