«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
أشاد فضيلة رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود أشرفي بالزيارة التشاورية الناجحة التي قام بها دولة رئيس وزراء باكستان عمران خان للمملكة واللقاء الأخوي المثمر الناجح الذي جمعه بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لمناقشة أهم المستجدات على الصعيد العربي والإسلامي والإقليمي والعالمي، ومناقشة أهم وأبرز المستجدات والتحديات التي تواجه العالم العربي والإسلامي وتستهدف تفكيك صفوف الأمة والنيل من أمنها وشعوبها وحدودها وحقوقها والتعرف على أهم الطرق ووسائل تحقيق الحماية الكاملة لشعوبنا الإسلامية التي تمكن أعداء الأمة من نشر الفتن والمؤامرات في مجتمعاتها وقام أعداء الأمة والحاسدون بتعزيزها وتغذيتها ودعمها لتصبح ضمن أداواتهم لتفكيك الدول والشعوب الإسلامية، وتأتي أهمية هذه الزيارة الميمونة بين محمد بن سلمان وعمران خان لتستهدف في المقام الأول زيادة حجم التعاون المشترك ودعم التحالف الكامل وتوحيد الرؤية والأهداف ومراجعة وزيادة مساحة التعاون المشترك بين البلدين لتحقيق التنمية والعناية بالمجتمع في البلدين وجميع الدول الإسلامية وتعزيز الأمن والسلم والسلام في المنطقة والعالم من منطلق دورهما ومكانتهما المهمة والبارزة كأعضاء مؤسسين لرابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي وهيئة الأمم المتحدة والمؤسسات والمنظمات الدولية في العالم.
وأكَّد الأشرفي تأييده الكامل للجهود الكبيرة التي يبذلها ولي العهد السعودي ورئيس وزراء باكستان لتعزيز مكانة الأمة ومعالجة القضايا والمشكلات والخلافات والنزاعات التي سيطرت على دول المنطقة والعالم العربي والإسلامي وتضررت منها شعوبنا المتأثرة من استمرار الخلاف والشقاق والصدام بين دول العالم الإسلامي، مؤكدًا بأن زيارة دولة الرئيس عمران خان يوم السبت 14 ديسمبر الحالي تأتي استكمالاً للجهود المتواصلة لتأكيد التلاحم والتحالف الكبير الكامل والتعاون المشترك بين البلدين والقيادتين الشقيقتين في جميع المجالات، وهو تعزيز للشراكة التاريخية والمواقف التاريخية التي تربط البلدين ومازالت مستمرة حتى اليوم، وقال الأشرفي منذ أن تولى قائد الأمة الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية قفزت منظومة التعاون والعلاقات المتجذرة بين البلدين الشقيقين وانفتحت أبواب التعاون والتحالف المشترك بطريقة أكبر وأكثر شمولية مما كانت عليه خلال المراحل الماضية وعزز الرؤية المستقبلية الموحدة ونجح في تحقيق تحالف أكبر وأكمل وأشمل من السابق بعدة مراحل، ونظرًا للتحديات المتسارعة وخطورة المرحلة الحالية تسلم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ملف العلاقات السعودية الباكستانية بشكل كامل لأهميتها البالغة، وكعادته الدائمة قام سموه بالتنسيق الكامل والفوري مع دولة رئيس الوزراء عمران خان، وقام بإعادة هيكلة العلاقات السعودية الباكستانية والبحث عن وسائل تعزيز جميع مجالات التطوير لدعم العلاقات المشتركة وخصوصًا ما يرتبط بالسياسة والاقتصاد والتنمية والشؤون العسكرية.
وقال الأشرفي: لا يمكن لعاقل أن يتجاهل دور المملكة وقيادتها للعالم العربي والإسلامي ولا يمكن القبول بأن تصبح قيادة العالم الإسلامي في أيدي غير أمينة وجهات مشبوهة، لأنها ليست مماثلة لقيادة الشركات والمؤسسات على الإطلاق، ويجب أن يعلم الجميع بأن المملكة هي مركز القيادة للعالم العربي والإسلامي لأنها بلاد الحرمين الشريفين، وديننا الإسلامي عظيم ينبغي أن يتابع شؤونه ويرعى مصالح الأمة من يمتلك المكانة والقدرة والعلم للقيام بذلك ويحظى بتأييد كافة شعوب الأمة، والجميع يعلم حجم الجهود والخدمات الجليلة والمتواصلة التي تقدمها للإسلام والمسلمين، ومن يحاول أن يقوم بنفس الدور الذي تقوم به المملكة وقيادتها سيفاجئ بأن المهمة مستحيلة والمهام صعبة ولن يتمكن من القيام بجزء بسيط مما تقوم به المملكة لأن الموضوع ليس عادياً وغير قابل للتجارب والمحاولات، فالمملكة تلعب دورًا رئيسًا كبيرًا ومهمًا ورائدًا لقيادة الأمة منذ عشرات السنين ولا منازع لها على الإطلاق بحكم مكانتها بين دول العالم واحتضانها الحرمين الشريفين والكعبة قبلة المسلمين والمشاعر المقدسة وهي الدولة الوحيدة في العالم التي جعلت دستورها ومصادر تشريعها من القرآن الكريم والسنة النبوية، وخصصت من مواردها المليارات كمساعدات للمسلمين في مختلف دول العالم تقدم الدعم والإغاثة للجميع بكل كرم وسخاء وبدون ثمن ولا مقابل ولم تنتظر الشكر من أي دولة، ودافعت عم قضايا الأمة بكل صدق وإخلاص وعلم ودراية في جميع الأوقات والمناسبات وأمام كافة المؤسسات والمنظمات والمحافل الدولية وطالبت بحماية شعوب الأمة من الغدر والاحتلال والخيانة والجبروت والطغيان كما هو يحدث اليوم دولة فلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني الجبان وكشمير المحتلة من الكيان الهندوسي المجرم، ولم تبحث المملكة عن المكاسب الشخصية وهي غير طامعة في ثروات ومكتسبات الأشقاء والجيران والأصدقاء وتمنح بلا مقابل، وهي تنطلق في جميع معاملاتها وتعاملاتها وعلاقاتها من منطلق التضامن والوحدة الإسلامية المبنية على القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة، وتبحث عن الأجر والثواب من رب العالمين.
وقال الأشرفي إن استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأخيه رئيس الوزراء عمران خان الرياض هي بلا شك زيارة ناجحة مثمرة تعزز العلاقات بين الأشقاء وتطمئن قلوب المحبين، وهي بمنزلة رسالة صريحة للحاقدين والحاسدين والمغرضين تؤكد للحاقدين بأن الرؤية والهدف والرسالة موحدة وأنه لا يمكن كسر هذه العلاقة التاريخية المتجذرة وأن جهودهم للنيل من هذه العلاقة سيكون مصيرها الفشل، وهي رسالة للمغرضين بأنه لا يمكن العبث بأمن المنطقة واستقرار المملكة الذي هو جزء لا يتجزأ من أمن باكستان، ولا يمكن شق الصفوف بين البلدين الشقيقين.
ويجب أن يعلم جميع المغرضين بأن المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة «خط أحمر» من يتجاوزه مخطئ موهوم ومدفوع ومأجور ومخدوع، ولن ينجح في تنفيذ مخططاته ومؤامراته الفاشلة، ولن يتمكن من تحقيق أهدافه المشبوهة على الإطلاق لأنها أصبحت اليوم مكشوفة ومعروفة للجميع وأصبحنا نعرف من يتبنى هذه الأفكار المتطرفة الحاقدة المنبوذة من كافة دول العالم الرافضة للعدوان والتطرف والإرهاب، ولن نقبل التجاوز على المملكة وقيادتها بأي شكل من الأشكال ولن نقبل المحاولات العبثية للنيل من أمن البلد الأمين قبلة المسلمين وأرض الحرمين الشريفين بلد الأمن والأمان وموطن السلم والسلام، وسنقف مع السعودية وقيادتها في جميع الأوقات لمواجهة كافة التحديات بكل قوة وحزم وعزيمة.