«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم الأربعاء أكبر تظاهرة أممية تعنى باللغة العربية، تنظمها اليونسكو بمقرها بمناسبة «اليوم العالمي للغة العربية»، وذلك بدعم من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وبالتعاون مع المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو.
واختارت منظمة اليونسكو عنوان «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي» ليكون موضوعاً لاحتفالات اليوم العالمي للغة العربية لعام 2019، وتشارك مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية كراعٍ وداعم ضمن برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو.
وقال الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز أمين عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية: إن المشاركة والرعاية في احتفال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» باليوم العالمي للغة العربية، يأتي في إطار استمرار إسهامات المؤسسة في دعم وتعزيز تواجد اللغة العربية وإبراز أهميتها وعمقها وإثرائها للثقافة العالمية ودورها في البناء الثقافي واللغوي للأمم بما يسهم في تعزيز التقارب الإنساني بين الشعوب.
وأشار سموه إلى أنه في إطار المساهمة في تعزيز استخدام اللغة العربيّة في اليونسكو، قدم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- تبرعاً بمبلغ ثلاثة ملايين دولار أميركي، وفي عام 2015 أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء المؤسسة من داخل منظمة اليونسكو استمرار ومواصلة البرنامج من خلال دعم المؤسسة للبرنامج بمبلغ إضافي 5 ملايين دولار أمريكي، وأكد سمو الأمير فيصل بن سلطان أن المؤسسة تفخر وتعتز بثقة المجتمعين المحلي والدولي في أدائها، وبما تحظى به برامجها وأنشطتها من متابعة من قطاعات عديدة، مثمناً ما حققه برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لتعزيز حضور اللغة العربية في اليونسكو من نجاحات عبر التعاون البناء والمثمر مع اليونسكو، مشيراً إلى استمرار التوسع بالبرنامج ليشمل مزيداً من المناشط والفعاليات، مشيداً سموه بتعاون مسؤولي اليونسكو وعلى رأسهم المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي.
اللغة العربية والذكاء الاصطناعي
وتشهد احتفالية اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية عدة فعاليات ضمن موضوعها الرئيس لهذا العام «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي»، حيث يتحدث خلال جلسة افتتاح الاحتفالية الأستاذ الدكتور إبراهيم البلوي، السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، والأستاذ صالح بن إبراهيم الخليفي مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، والسيد معز شقشوق، مساعد المديرة العامة لقطاع الاتصالات والمعلومات باليونسكو.
وفي الجلسة الأولى، يناقش المشاركون تأثير الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها، ويدير الجلسة الدكتور خالد شكري الأمين العام للجمعية الأوروبية للموارد اللغوية، ويتحدث بها كل من معالي الدكتور سعود المتحمي أمين عام مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة، الأستاذ محمد الشارخ مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة صخر، الدكتورة منى المالكي أستاذ مساعد وعضو هيئة تدريس في جامعة الملك سعود، والدكتور محمد خلاطي سراي، أستاذ فقه اللغة العربية واللهجات في جامعة واسط.
فيما تناقش الجلسة الثاني محور حوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي ويدير الجلسة الدكتور عبدالعزيز المقوشي مساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ويتحدث بها كل من: الدكتورة ماريت عوض أستاذ مساعد وباحث في تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي في الجامعة الأمريكية في بيروت، والأستاذ الدكتور محمد حناش أستاذ هندسة اللغة العربية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله، الدكتورة فتحية عقاب أستاذ التاريخ القديم في جامعة الملك سعود، والدكتور عاطف مغاوري الباحث الأول ومدير عام الإدارة العامة للمعجمات العلمية واللغوية وإحياء التراث في القاهرة.
اللغة العربية بوابة المعرفة
كما تشهد الاحتفالية إطلاق التقرير الإقليمي بعنوان «بناء مجتمعات المعرفة في المنطقة العربية: اللغة العربية بوابة للمعرفة» وتناقش نتائج التقرير في جلسة يديرها الدكتور أحمد أوزي الكاتب الرئيسي لدراسة حالة المغرب، ويشارك بها كل من الدكتور غيث فريز مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية، الدكتور أحمد زايد الكاتب الرئيسي للتقرير العام ولدراسة حالة مصر، الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي الكاتب الرئيسي لدراسة حالة المملكة العربية السعودية، والدكتورة كلاوديا تريسو، عضو اللجنة الاستشارية للتقرير، والسيدة ندى الناشف مساعد المدير العام لليونسكو للعلوم الاجتماعية والإنسانية، كما تشهد الاحتفالية حفلاً موسيقياً للفنانة دلال أبو آمنة.
ملتقى رؤساء أقسام تعليم اللغة العربية
وعلى هامش الاحتفالية تنظم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، الملتقى الأول لرؤساء أقسام تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، بدعم من برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لدعم اللغة العربية في اليونسكو، ويهدف الملتقى إلى التعريف بالمؤسسات اللغوية العربية الأوروبية، ربط المؤسسات اللغوية العربية في أوروبا ببعضها وربطها بالمؤسسات اللغوية في العالم العربي، تقييم المنتج اللغوي في أوروبا واستعراض أوجه القصور والحاجات، ومواطن القوة والإنجازات، وبناء أفكار لمشروعات مشتركة ممكنة.
ويتناول الملتقى عدة محاور، تتضمن: آليات التكامل في بناء الأهداف وتنفيذ الأعمال والبرامج بين الأقسام العلمية المتخصصة في تعليم اللغة العربية في أوروبا، الصعوبات والعوائق التي تواجه عمليات تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في أوروبا، تبادل الخبرات حول أبرز التجارب والبرامج والتطبيقات التقنية التي تخدم تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
ويأتي الملتقى في إطار الجهود الكبيرة التي تبذلها المؤسسة عبر العديد من الأنشطة والفعاليات لتعزيز اللغة العربية في المحافل الدولية والمنظمات الأممية والمؤسسات التعليمية، حيث تبنت المؤسسة برنامجاً متكاملاً تضمن إبرام اتفاقيات تعاون مع جامعات أمريكية وأوروبية، وآسيوية، ومنظمات ثقافية وإنسانية عالمية.