م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. بحلول عام (2020م) نكون قد انتهينا من تجاوز المرحلة الأولى من التحول لتحقيق «رؤية المملكة 2030».. مررنا خلالها كمجتمع بتحولات جذرية وواسعة.. شكلت صدمة للبعض.. ففي فترات التحول التي يكون من نتيجتها كسر الرتيب والمعتاد الذي يحدث التغيير.. يصاب النظام الروتيني السائد في المجتمع.. فالفرص التي تصنع تنمية المجتمع تُقَدَّم للناس في بداياتها كمشكلات.. ومن الصعب على الفرد قبول الفرص إذا كانت البدايات فيها كدواء مر.
2. اليوم نرى الجهاز التنفيذي في الحكومة يعمل بديناميكية لم يشهدها في تاريخه.. فهو يتحرك بسرعات كبيرة ويعمل ساعات طويلة وتديره كفاءات عالية.. فنحن نشهد حراكاً حكومياً مميزاً يتسم بالجد والعزم والمعرفة.. في بيئة عمل مشجعة ومع كوادر تنفيذية عالية التأهيل واستشارية عالمية المستوى.. مما جعلنا اليوم نعيش ثورة في الإجراءات الحكومية ستقود البلاد في المراحل القادمة للنهوض واحتلال الموقع المتقدم بين الأمم.
3. ولو أردنا أن نستعرض ما حدث في سنوات التحول الأولى.. فإن الانطباع الشخصي أن الناس ما زالوا يجهلون الكثير عن الأهداف والغايات والنتائج المتوقعة للتحول.. إضافة إلى أن قدر دولتنا أنها تقع في قلب منطقة ملتهبة.. وقدر مجتمعنا أنه يعيش وسط أوضاع عربية مأساوية حوّلت بعض الأشقاء إلى أعداء.. وسحقت الآخرين في حروب أهلية وطائفية.. وصاحب ذلك انخفاض أسعار البترول.
4. واجهت «رؤية المملكة 2030» تحدياً كبيراً.. فقد تزامن قرار التحول إلى مجتمع منتج لا ريعي مع وجود كل تلك الأوضاع الصعبة على أرض الواقع.. مما أتاح للأعداء والمقاومين للتغيير على حد سواء فرصة تجييش حملات منظمة ضد سياسة التحول.. وتأطير كل قضية أو حدث بالإطار السلبي الذي يؤجج المشاعر.. ويجعل الفرد من العامة ينظر إلى المستقبل نظرة المتشكك.. مع أن التغيير الذي يحدثه التحول في مجتمعنا اليوم هو تحول استباقي بحمد الله وفضله.
5. وأخيراً يمكن القول بأن مرحلة الدولة الريعية التي عشنا في كنفها ثمانين عاماً قد انتهى زمنها.. وإذا أردنا حياة استقرار لأجيالنا القادمة فيجب أن ندعم حراك التحول الوطني لا أن نعيقه.