فهد بن جليد
مزاج مديرك وقراراته قد تتأثر بنوع إفطاره، قل لي ماذا أفطر مُديرك اليوم؟ أخبرك كيف ستقضي نهارك، هذه مُثبت علمياً وهو أمر ستكتشفه في ثنايا المقال، وليس من باب الفُكاهة والتندر، كنتُ فيما مضى قبل أن أذهب للترشح إلى (أي وظيفة) أجري مسحاً على المطاعم والبوفيهات المُجاورة للمُنشأة، لإيماني التام بتأثير ما يتناوله المدير والزملاء الموظفين على أداء ونشاط وتفكير المنظمة بأكملها، نتيجة قراءات سابقة ونظريات علمية في هذا الجانب تؤكد ارتباط مزاج الإنسان طوال اليوم بنوع الإفطار الصباحي، الذي يتحكم بأداء الموظفين، فأصحاب الكبدة وآكلو اللحوم، يختلفون عن مُحترفي المُعجنات والفطائر، وكل من سبق في كفة و(أهل الفول) في كفة أخرى لوحدهم.
لذا كان الله في عون الموظفين الذين يتناول مديرهم الفول باستمرار وبشكل يومي، لأنَّه قد يحتاج وقت أطول للتفكير والتأمل في كل معاملة أو ورقة حتى لو كانت مجرَّد إجازة أو إذن، اختيار الفطور المناسب (للمدير) وللموظفين كفيل بتعديل مزاجهم العام، فمثلاً تناول الفول والحمص (معاً) على (فكَّة الريق) يسبِّبُ تشنجات معوية وآلام في البطن، كما أن تناول (الكوفي المُحلى) يُحدث خللاً في البنكرياس، وثبت أنَّ أكل البرتقال والموز غير صحي في الصباح على الإطلاق، كما أن شرب اللبن بداية النهار غير مفيد، وتناول الطماطم يؤدي لنشوء (الحصى) في المرارة، و(الخيار) يؤدي لتهيج في غشاء المعدة، هذه المسألة وتأثيراتها على (المدير) مُعقدة جداً ونفر قليل من الموظفين ينتبهون لذلك، وهو ما يلزم اتخاذ خطوات عملية بتوفير الأطعمة ذات التأثير الإيجابي.
تنظيم الاجتماعات الصباحية واختيار (فطور المُشاركين) مهمَّة أصعب -برأيي- من إقامة حفل غداء أو عشاء بقوائم مفتوحة، لأنَّ أمزجة الناس صباحاً صعبة للغاية، وطقوسهم تختلف، وتأثير ما يتناولونه سينعكس حتماً على نجاح أو فشل خطواتهم، القضية ليست مع أصحاب خلطات الفطور الخاصة، فالأكثر تعقيدا منهم هو المدير أو الموظف الذي لا يتناول الإفطار إطلاقاً، لترتفع عنده نسبة الكولسترول في الدم وتنخفض لديه استجابة الأنسولين في الجسم.
وعلى دروب الخير نلتقي