د. خيرية السقاف
«الرياض» في الشتاء؛
كأحب الثمرات إليك،
تستطعمها فلا ترتوي، ولا تشبع..
كأَسْمَك رداءٍ لك،
يدفئك، لكنك تبترد..
كجمر الموقد في صدر دارك،
لكنه لا يقاوم الحفيف يتسلل إليك..
ككوز الثلج تلتهمه تمتزج بنكهته،
ونوافذك تطقطقها ريح أخرى..
كنخلة باسقة الطول مثمرة،
لكنها لا تدلي إليك ثمارها..
كالحيرة في غموضها تغرقك،
لكنك في منتهى الإدراك..
كوجه طفل عسكر الجمال في عينيه،
لكنه لا ينظر إليك..
كالوعد المؤجل، تنتظر،
لكنه لا يأتي إليك..
كدعوة أمك في جنح ليل لا تسمعها،
لكنها مجابة في خطواتك..
إنها «الرياض»،
الساحرة الفاتنة بليلها، بشتائها..
إنها كمحبرتي، كلما استلهمتها،
وكقرطاسي كلما حبَّرته،
تنور في شتائها، تُلقمُ الروحَ الرغيفَ ..
وفي الحالة،
موردٌ للخفق، كما إنها للمخيلة!!..