د. محمد عبدالله الخازم
لا أريد الخوض في نتائج الاختبارات الدولية؛ فكثير يجيدون تحليلها أفضل مني، لكنني أطرح سؤالاً بوصفي ولي أمر: كيف يمكنني المساعدة أو التأكد من نواتج تعليم أبنائي في كل سنة دراسية بعيدًا عن درجات الاختبارات؟ كيف يمكن لي بوصفي ولي أمر المشاركة في محاسبة ومتابعة ومراقبة أداء المعلّم والمدرسة؟
ببساطة شديدة، أنا لا أعرف ما هي المهارات التي يُفترض أن يتقنها ابني بنهاية السنة الدراسية. كل ما ألحظه هو حرص المعلم على إنهاء المنهج المكتوب دون معرفة الهدف المطلوب تحقيقه.
انسوا المقرر الدراسي وإكماله؛ فأنا لا أجيد تقييم المقررات، لكنني أبحث عن الأهداف الواضحة لكل سنة أو مرحلة دراسية..
وأحيانًا يوجد ضعف في التكامل بين مكونات مناهج المرحلة أو المراحل الدراسية، وكأن كل مقرر دراسي يؤلَّف بشكل منفصل!
على سبيل المثال: أعاني بوصفي ولي أمر في فهم المتوقع أو المطلوب من ابني إجادته بنهاية الصف الثاني أو الثالث أو الرابع.. أو التاسع.. وهكذا بقية الفصول والمراحل.
حاورتُ عددًا من أساتذة التربية فوجدتهم يجادلون بأن معلوماتي غير دقيقة؛ فهناك أهداف لكل منهج، وأهداف للدارس، والمعلم يسجل في تحضيره الأهداف المطلوبة.
أنا ممتن لجهودهم، لكنهم لم يزودوني بأهداف كل صف دراسي، وكل مرحلة تعليمية.
سألتُهم متى يفترض أن يتقن ابني الكتابة والقراءة؟ متى يفترض أن يتقن العمليات الحسابية البسيطة؟ أريد معرفة ماذا أتوقع من الطالب بعد سنة من دراسته؟ وبالتالي يمكنني محاسبة المعلم والمدرسة على ذلك.. أريد أهدافًا لا تتجاوز صفحة لكل سنة دراسية، ولا يهمني بعد ذلك إن تم إنهاء مقرر الكتاب أم لم يتم إنهاؤه. أريد من المعنيين بالمناهج وضع أهداف لكل سنة دراسية أو سنوات دراسية (كل ثلاث سنوات مثلاً)، كأن يكون الهدف بنهاية السنة الثالثة هو إجادة الكتابة والقراءة بالتشكيل، وإجراء العمليات الحسابية البسيطة، وفهم بعض أساسيات العلوم.
إن كان ذلك موجودًا فاعذروا جهلي؛ فهو بسبب عدم ترويجكم له وتبسيطه لي بوصفي ولي أمر!
بعيدًا عني بوصفي ولي أمر، فكرة إيجاد أهداف واضحة تُسهم في بعض الدول في الاستغناء عن المقررات الدراسية التقليدية؛ إذ يستخدم المعلم مصادر متنوعة لتحقيق تلك الأهداف.
لا أدري إن كنا جاهزين لخطوة إلغاء بعض المقررات، وتحويل المناهج إلى أهداف، لكنه قد يكون مجديًا تجريب ذلك، وبخاصة مع فكرة إيجاد المدارس المستقلة.
بمعنى: ليس ضرورة وجود كتاب مقرر لكل مادة بقدر ما هو مهم وجود أهداف واضحة.. وللمعلم الإبداع في الاستعانة بالمراجع التي يراها. حينها يمكن بناء الاختبارات الوطنية وفق الأهداف المرسومة، وليس وفق مقررات دراسية، يتم حفظ مكوناتها.
أحد أسباب فشلنا في الاختبارات الدولية هو تعويد طلابنا على حفظ المقررات فقط، وتعويد المعلم على أن مهمته هي تلقين الكتاب المقرر فقط.
أعود لما هو علاقة بي بوصفي ولي أمر؛ فأطالب بنشر أهداف كل سنة دراسية أو مرحلة تعليمية بشكل واضح ومبسط على مواقع الجهات التعليمية، وتزويد الآباء بها في بداية كل سنة دراسية. وكذلك ترويج ثقافة المتابعة من خلال قياس تحقُّق تلك الأهداف.. إن فعلتم ذلك فسأستطيع مساعدتكم - بوصفي ولي أمر- بشكل أفضل.