عندما يحضر الهلال يحضر الجمال، وتحضر المتعة الكروية.. هذا ما قاله محبو كرة القدم والعاشقون فنونها من نقاد ولاعبين في كل مناسبة؛ فحضوره وجماله لا يقاوَمان، كيف لا وهو من أبهر شرق آسيا وغربها بأدائه الجميل؟ بالفعل يحق لكل رياضي مخلص لهذا الوطن أن يفخر بمثل هذا الفريق الذي دائمًا ما يشرّف الكرة السعودية، ويرفع رايتها في كل مناسبة رياضية. والفخر موصول لكل من يسعى لهذا الهدف النبيل. طبعًا فوز الهلال على الترجي مستوى ونتيجة لم يكن مصادفة، ولكن نتاج عمل تراكمي، لا يجيده إلا الهلال. ومهما كان الإنجاز فسقف الطموح في تصاعد من جيل إلى آخر حتى وإن خسر من أمام فلامنقو فما زال أمام الهلال الكثير. ولن أبالغ لو قلت إن ما يشغل بال محبيه حاليًا كيفية المحافظة على هذا الإنجاز، والتقدم خطوة للأمام في مشاركات كأس العالم كبداية، ولن تكون النهاية؛ فطموحهم عنان السماء. ألم أقل لكم إنه الهلال المختلف في كل شيء، والقادم أفضل -بحول الله- ما دام خلفه أمة لا يشغلها رياضيًّا غير الهلال؟ ولا عجب؛ فهو فريق المهمات الصعبة؛ فيكفي أنه أسعد محبيه جيلاً بعد آخر؛ فهو من أفرحهم، وأدخل السرور في قلوبهم، وفي المقابل هم أخلصوا بجنون في حبهم لهذا الهلال.
المضحك أن إعلام درجة ثالثة ما زالوا في مستنقعهم وضجيجهم يتحاورون ويقيّمون إنجازات هذا الزعيم. والمضحك أكثر أن هناك من يتابع مثل هؤلاء الغوغائيين باسم (طقطقة عنز ولو طار). كارثة أن يترك المجال لمثل هذا الجهل وهذا التخلف للتقليل من إنجازات الوطن بدلاً من استثمارها فيما يخدم الكرة السعودية، خاصة أننا نسعى للقمة وبهمة في كل المجالات.
بصراحة، من الظلم أن تكون منصاتنا الإعلامية بهذا البؤس وهذه الضحالة، خاصة أننا في بلد يسعى للإبداع في كل شيء، وتكون واجهته الإعلامية بهذا المستوى وهذا الطرح غير المسؤول مقارنة مع ما نسمعه ونشاهده من إشادات في القنوات الأجنبية التي تتغنى بإنجازات الهلال.
على أية حال، تعوّدنا على مثل هذا الفقر الإعلامي الذي لا يعكس حجم الجهد والعمل في المنظومة الرياضية بذريعة الإثارة الرياضية التي يتكسب منها أناس على حساب سمعة وطن.. وما ردة فعل الفريق التونسي على بعض الإسقاطات، وقبلهم العراقيون، إلا دليل على أن (الطاسة ضايعة) في بعض المواقع الإعلامية بذريعة المنافسة، والرأي والرأي الآخر. على أية حال، شكرًا لكل المنصفين في القنوات الرياضية خارج حدود الوطن. والقادم أفضل لهلال وطننا العظيم.
وقفات
- يوم بعد آخر يثبت الأستاذ تركي الخليوي أنه إداري محترف من الطراز الأول، وعندما يحضر في نزال وثبات الحقائق يُفحم خصومه في أول جولة، ويعرّيهم، ويضعهم في حجمهم الطبيعي، بعد أن يخرجهم من نرجسيتهم وغرورهم. شكرًا أستاذ تركي؛ فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.
- من خبرتي البسيطة في المجال الرياضي أستطيع أن أقول إن الجميع يكونون في غاية اللطف وحسن الأخلاق إلا أن يتولى أحدهم منصبًا رياضيًّا هنا أو هناك؛ عندها يتحول هذا الوديع المتواضع إلى جبل من العظمة الخيلاء. على (هونك)، ترى الموضوع أبسط مما تتصور. في نهاية الأمر أنت لست السكرتير العام للأمم المتحدة أيها المتواضع السابق.
- عندما يحضر دباس الدوسري في أي برنامج رياضي يحضر التاريخ والجغرافيا والإفحام وسرعة البديهة. أمام هذا الرجل لا مجال للفلسفة وتمرير المعلومات المضروبة. باختصار لا مجال لـ(التهقيص الإعلامي) والثرثرة؛ إما حضور إعلامي جيد أو الله يعينك على الجلد والمسخرة.
** **
- فهد المطيويع