فهد بن جليد
قبل البدء بأي عملية تجميل كن على يقين بأنَّها لن تكون الأخيرة، فحتماً الأمر أشبه بخطوات الترميم التي نقوم بها عادة في بيوتنا، ستتطلب المزيد من الخطوات للهدم والبناء والتعديل، وسيظهر لك دوماً المزيد من الاحتياج للتحسين والتطوير والتجديد وربما التعديل لمرة وأكثر، الفرق أنَّ مدمني عمليات التجميل سيحصلون على وجوه وأجسام متشابهة تقريباً، فالتعديل محدود وبصيَّغ شبه موحَّدة، ولكل عيادة أو طبيب لمساته الخاصة التي تؤدي لذات النتيجة مع مُختلف المرضى والمُراجعين، وهذا ربما أحد أسوأ النتائج التي يمكن التوصل إليها، عيادات التجميل التي يُعتمد فيها على المدارس العلاجية الجديدة التي يتخرج منها الأطباء الجُدد، تستخدم عادة الأجهزة الأكثر تقدماً والطُرق الأسرع أثراً والأقل خطراً، التي تؤدي في النهاية إلى نتائج مُتشابهة للمدرسة التجميلية الواحدة، وتُعامل المرضى كالمنتجات التي يتم تصنيعها بذات المعايير والمقاييس، وهو الأمر الذي يجب التنبه إليه إمَّا باختيار أطباء جُدد أو غير معروفين أو في أماكن مُختلفة تجنباً للوصول إلى ذات النتيجة.
قبل زيارة عيادة التجميل أنصحك بالتفكير أكثر من مرة، هل أنت في حاجة لتدخل جراحي وتجميلي طبي؟ أم أنَّك بحاجة استشارة للحصول على مظهر أفضل وأجمل، وفي كلتا الحالتين القرار يبقى في يدك أنت لا في يد الطبيب، الذي أعتبره غالباً مثل مهندس الديكور فهو بحاجة لإبهارك أولاً قبل إبهار الآخرين، وهذه مهمة صعبة بحاجة إلى ملكة كبيرة للإقناع والتأثير، طب المظهر هو ما يلجأ إليه المشاهير ونجوم الفن الذين باتوا ومن خلال خبرات مُتراكمة بحاجة إلى استشارة طبية وغير طبية للمظهر، أكثر من حاجتهم لتدخل علاجي وجراحي فقط، ليبقوا نجوماً لامعين طوال الوقت لأنَّ الثمن مع العمليات سيكون باهظاً، والنتيجة واحدة ومُشتركة حتى مع أبسط الجماهير أو المتابعين الذين سيبقون يدفعون الثمن لوحدهم.
مُستقبل عيادات المظهر أكبر بكثير من مستقبل عيادات التجميل، فالناس تقتنع يوماً بعد آخر بعدم حاجتها لصورة مُتشابهة مع الآخرين بفعل ذات عمليات التجميل وفي نفس العيادات، بقدر حاجتها إلى مظهر أنيق ومتسق ومُتلائم وصورة مُشرقة، التشابه الكبير بفعل عمليات التجميل أخرج (كائنات فضائية) بعاهات مُستديمة إن جاز لنا التعبير، لها ذات الخصائص والأشباه، وهو أمر مُضحك، إلا أنَّه مُخيف ومُزعج ويجب التوقف عنه وملاحظته، فهناك من يدفع حياته ثمناً بصمت.
وعلى دروب الخير نلتقي.