د. خيرية السقاف
يدهش اللبَّ انفجار البراكين في تكويناتها الضبابية, الحمميّة,
بألوانها الغامضة الصارخة, والداكنة..
كأنها السرُّ مغلفاً في بوتقة..
أو الخبر الذي لم يُفصح عنه بعد..!!
من فوَّهة منمنمة يخرج ماردا يتلوى,
كأنه الفجاءة غير المتوقعة,
أو التي تُمزق عن المكنون في بغتة لا مُرادة..
ما يلبث أن يخيم على فضاء ماء في بحر, أو فراغ في جو,
يتنفس طميا ملتهبا, ونارا حارقة..
كتلك الخيبة الصاعقة..
بكل قوة عقله, وألاعيب فكره المندهش عند ثورته يتردى في ثنايا انبعاثاته..
يسقط فيغرق, يسقط فيحترق, يسقط فيختنق..
طاغ في جماله, وطاغ في هيمنته؛ البركان, البركان!!..
كمشاعر الإنسان في انبعاث أوجها, وحين انطفائها..
كلاهما يشتعلان, لكنهما ينطفئان..
للبركان رسوم مذهلة في الجمال, موحية للإبداع,
فارضة للاعتراف بالاستسلام في حضرة طغيانه..
تماما كجمال طغيان بهجة الإنسان في رسومها.
مفارقات مدهشة, لكنها ملهمة..
وأشباه متفارقة لكنها متقاربة..
وحالة حيرة لكنها بوتقة استلهام..!!
صنع الله الذي أحسن كل شيء..
وجعل للإنسان مخيلة تتقد, تتنامى, تلد, وتغْزل من خيوط الدهشة فضاءً براقا..!!
من إيحاء بركان جزيرة وايت أيلاند البركانية النيوزلندية الأخير.