د.ثريا العريض
نتابع أخبار اكتتاب شركة أرامكو وارتفاع سعر السهم في التداول والبورصة العالمية، سعداء بأن المستجدات على أرض واقعنا مطمئنة وتجري بعكس ما أعلنته توقعات المصرفيين في البنوك العالمية تشاؤماً وتحذيراً.
وأقول ربما تحليلات الخبراء من الخارج لم تضع ضمن معطياتها مدى ثقة غالبية المواطنين بقرارات القيادة العليا, ومدى رغبتهم في دعمها والمساهمة الفعلية. ونحمد الله أننا بخير وبإمكاننا متابعة التركيز على البناء الشامل.. ومشاريع الميزانية الجديدة واعدة بالمزيد منه.
هي فعلاً ميزانية تركز على استمرارية أجواء النمو والانفتاح وقوة الدفاع الذاتي وإسعاد المواطن، وتشجيع مساهمته في وجهة المستقبل المرغوب لا المستقبل الخانق المحدود الموارد والطاقات. وندعو لاستقرار أحوال الأشقاء العرب في جوارنا القريب والبعيد، حيث محيطنا العربي الواسع يفور بأخبار المظاهرات والهتافات وردود فعل السلطات والجماهير المحلية والخارجية التي تتابع ما يجري عندهم. كما ندعو الله لاستقرار أمور المسلمين في محيطنا العالمي إذ تصلنا أخبار مساعي تحالفات أممية مشبوهة القصد تبدو أولويتها أن تقسمنا كمسلمين.
في مثل هذه الأوقات المضطربة العارمة بأخبار المستجدات المفاجئة يتعطش المتابع الواعي لمعرفة الأخبار ويهمه جداً أن يثق بما يصله منها، سواء كان المتابع في الداخل أو الخارج, مواطناً أو أجنبياً. ولأن منطقة الخليج تستضيف ملايين القادمين للعمل من أوطانهم الأم شرقاً وغرباً، حيث لا يتكلمون العربية ويعتمدون غالباً على اللغة الإنجليزية, فإن التواصل المباشر مع العالم الخارجي ضرورة ماسة لطمأنتهم وتوضيح ما يستجد من أحداث محلية دون أن تستغلها الجهات الأخرى مشبوهة القصد لتشويه سمعة أي بلد لأي غرض أو التشكيك في قدرة مواقع عملهم على المحافظة على الأمن، بما في ذلك حماية العاملين وحقوقهم.
خاصة وأننا في زمن اضطرابات وصراعات ملتهبة في بعض الجوار العربي, أستنتج جازمة أننا في حاجة ماسّة إلى فضائية عربية الانتماء ناطقة باللغة الإنجليزية تنقل للمتابع أخبارنا بحيادية ومصداقية مهنية. ولا تجيرها أي جهة لتصبح وسيلة تعمية لمواطنيها, أو وسيلة هدم للوشائج العامة. ومهم ألا تنجرف إلى الخطابية المعتادة أو التأجيج المستجد, بل تتوخى المحافظة على احترام المتلقي لها ولمهنية تعاملها مع الأخبار والتحليلات, فحين يفقد المتلقي احترامه لناقل الخبر وثقته به, يفقد أيضاً احترامه لكل ما يصدر عنه. ولا بأس أن تتعدد المصادر وأساليب الاتصال طالما لا تفقد الهدف الأصلي وهو الإعلام.. لا الإيهام ولا الإيلام.