يوسف بن محمد العتيق
المرض، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، دائمًا أو مؤقتًا، يعدُّ لحظات ضعف وانكسار بشري، يعرف الإنسان من خلاله مقدار ضعفه. وكل مريض يتمنى سرعة الشفاء دون شك، وأن تمضي لحظات المرض كلمح البصر، لكن الحكمة الإلهية في إصابة المخلوق بالمرض حكمة كبيرة.
وفي تراثنا هناك حالات استثنائية في توثيق لحظات المرض والضعف، مثل قصيدة المتنبي الشهيرة في وصف الحمى. ولمعالي الدكتور الخويطر كتاب عن تجربته مع مرض الركبتين. وكذلك كتاب آخر، وثَّق فيه الدكتور الشبيلي تجربته مع مرض القلب -رحمهما الله-.
ومن التجارب الحديثة والثرية في هذا المجال ما كتبه معالي الشيخ عبدالرحمن أبو حيمد في كتابه الذي صدر مؤخرًا تحت عنوان (تجربتي مع الكلي)، ووثَّق فيه مرضه بالفشل الكلوي، وكيف اكتشفه، وكيف تعامل معه، وتبرع ابنه سامي له بكليته -حفظهما الله-.
ومع أن الكتاب يبدو أنه كتاب طبي إلا أن «أبو حيمد» تحدث فيه عن موضوعات مهمة، تدخل في الجانب الثقافي، مثل توثيق بعض التجارب الشخصية، وتخفيف مادة الكتاب العلمية الطبية التي قد يراها بعضنا جافة. حاول أبو حيمد تخفيف جفاف هذه المادة بمعلومات تراثية، وأخبار متنوعة من هنا وهناك.
والشاهد في هذا كله أن توثيق التجارب الشخصية للشخصيات العامة مطلبٌ مهم لهؤلاء الأشخاص، وللمجتمع، وكل باحث في سِيَر ومعلومات المجتمع السعودي.
سعدتُ كثيرًا بالاطلاع على هذا الكتاب، وما احتواه من مادة مفيدة في موضوع الكتاب الحساس، وهو المحافظة على الكلى، والتجربة الشخصية لـ»أبو حيمد»، والموضوعات الرديفة في الكتاب من معلومات ثقافية وأدبية.
حمدًا لله على سلامة «أبو حيمد»، وحفظ الله ابنه البار سامي على مبادرته الطيبة، ومتعهما بالصحة والعافية.